ift

د سعد سمير يكتب: التحديات والمعايير الصحية في مزارع الجاموس لإنتاج الألبان

باحث أول –  معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية- مصر

التهاب الضرع الخفي، المعروف أيضًا بالتهاب الضرع غير الظاهري، هو حالة شائعة تؤثر على الجاموس والأبقار الحلوب. يتميز هذا النوع من الالتهاب بعدم ظهور أعراض واضحة على الحيوان، مما يجعل تشخيصه أمرًا صعبًا ومع ذلك، فإنه يسبب انخفاضًا كبيرًا في جودة وكمية الحليب وإنتاجه، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد الزراعي.

التهاب الضرع الخفي في الجاموس:

الأعراض:

التهاب الضرع الخفي لا يظهر عادةً على شكل انتفاخ اوتورم أو احمرار في الضرع كما هو الحال في أنواع الالتهابات.

الأعراض:

انخفاض جودة الحليب حيث يترافق ذلك مع زيادة عدد خلايا الدم البيضاء في الحليب. *

تغيرات كيميائية مثل زيادة مستوى الإنزيمات. *

عدم ملاحظة الأعراض السريرية حيث لا تظهر علامات واضحة على الحيوان. *

يمكن أن يؤدي عدم الكشف المبكر عن هذا النوع من الالتهاب إلى تفاقم الحالة، مما يستدعي تدخلًا طبيًا عاجلا.

أسباب إلتهاب الضرع الخفي في الجاموس

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى التهاب الضرع الخفي وتشمل:

العدوى البكتيرية

الميكروبات المسببة: حيث تدخل الميكروبات إلى الضرع عبر الحلمات الى قناة الثدي وتتكاثر   فيها خاصة فى حالة وجود جروح أو خدوش وتشمل الميكروبات الشائعة التي تسبب التهاب الضرع الخفي أنواعًا مثل المكورات العنقودية الذهبية والإشريكية القولونية  والمكورات السبحية وغيرها من البكتيريا .

العدوى الثانوية: يمكن أن تحدث العدوى بعد إصابة الحيوان بأمراض أخرى، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الضرع الخفي.

العوامل البيئية

تلوث البيئة المحيطة: تعتبر الفرشة الرطبة والطينية في حظائر الحيوانات مصدرًا رئيسيًا للميكروبات التي تسبب التهاب الضرع. حيث تعيش وتتكاثر هذه الميكروبات في البيئات غيرالنظيفة.

معدات الحلب غير النظيفة: مثل  عدم تعقيم المعدات التى تستخدم فى الحلب

معدات ذات أجزاء مطاطية متشققة يمكن أن يؤدي إلى انتقال الميكروبات إلى الضرع أثناء عملية   الحلب كما أن استخدام الفوط غير النظيفة لتجفيف الضرع يمكن أن يسهم في نقل الميكروب.

الإجهاد وضعف المناعة يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض خاصة فى فترات الإجهاد مثل فترة الولادة أو التغيرات الغذائية، تؤدي إلى انخفاض مقاومة الحيوان والإصابة بالميكروبات، مما يسهل دخولها إلى أنسجة الضرع.

حالة الحيوان الصحية: الحيوانات التي تعاني من ضعف عام أو حالات صحية أخرى تكون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الضرع الخفي.

*التغيرات المناخية القاسية: يمكن أن تؤثر الظروف الجوية على صحة الحيوان وتزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض، بما في ذلك التهاب الضرع الخفي.

*الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية: الاستخدام المكثف وغير المناسب للمضادات الحيوية لعلاج العدوى يمكن أن يؤدي إلى ظهور سلالات مقاومة من الأستافيلوكوكس أوريوس، مما يجعل من الصعب علاجها.

انتقال العدوى من الحيوانات الأخرى: يمكن أن تنتقل العدوى بين الحيوانات عن طريق الاتصال المباشر أو عبر البيئة المشتركة، مما يزيد من انتشار الميكروب في القطيع.

*وجود ناقلات العدوى: تعتبر الحشرات مثل الذباب والناموس ناقلات فعالة للعدوى، حيث يمكن أن تحمل الميكروبات من مكان لآخر، مما يسهل الأنتشار في المزرعة

*تغذية غير متوازنة: نقص العناصر الغذائية الأساسية في غذاء الجاموس يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتها العامة ومناعتها، مما يعزز فرص الإصابة بالأمراض.

التحديات التي تواجه المزارعين في علاج التهاب الضرع الخفى:

يواجه المزارعون العديد من التحديات في علاج التهاب الضرع الخفي في الجاموس، والتي تؤثر على إنتاجية الحليب والاقتصاد الزراعي. فيما يلي أبرز هذه التحديات:

عدم  ظهور الأعراض:  صعوبة التشخيص

التهاب الضرع الخفي لا يظهر عادةً بأعراض واضحة، مما يجعل من الصعب على المزارعين اكتشافه مبكرًا. يعتمد التشخيص غالبًا على انخفاض إنتاج الحليب أو تغيرات في جودته، مما يتطلب اختبارات متخصصة للكشف عن الحالات المصابة.

ارتفاع تكاليف العلاج: حيث أن تكلفة علاج التهاب الضرع باستخدام الأدوية التقليدية تمثل  عبئًا ماليًا على المزارعين، خاصةً صغار المربين.

التأثير الاقتصادى: يعتبر التهاب الضرع الخفي من أكثر الأمراض تأثيرًا على الإنتاج الحيواني نظرا للتكلفة المرتفعة للعلاج التقليدي كما يؤدي المرض إلى فقدان كمية كبيرة من الحليب، مما يسبب خسائر اقتصادية كبيرة للمزارعين.

المخاوف من المتبقيات الكيميائية:

استخدام الأدوية التقليدية لعلاج التهاب الضرع قد يؤدي إلى وجود متبقيات في الحليب واللحوم، مما يثير مخاوف تتعلق بالصحة العامة وسلامة المنتجات الغذائية.

قلة الوعي والإرشاد: حيث قد يفتقر بعض المزارعين إلى المعلومات الكافية حول كيفية التعامل مع التهاب الضرع الخفي، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة. يحتاج المزارعون إلى دعم بيطري مستمر وإرشادات حول الوقاية والعلاج.

العلاج : 

يتطلب علاج التهاب الضرع الخفي استشارة طبيب بيطري لتحديد العلاج المناسب وتشمل طرق العلاج الشائعة

المضادات الحيوية : تستخدم لعلاج العدوى البكتيرية وذلك بعد اجراء اختبارات الحساسية للمضادات الحيوية الأكثر استخداما فى الحقل. كما تم فى بعض الحالات استخدام عسل النحل الذي أظهر فعالية في تحسين حالة الحيوان وتقليل التكاليف.

للوقاية من التهاب الضرع الخفي، يجب اتباع الإجراءات التالية:

تحسين النظافة: الحفاظ على نظافة أماكن الحلب والمعدات.

الفحص الدوري: إجراء فحوصات دورية على الحيوانات للكشف عن أي علامات للمرض.

التغذية الجيدة: ضمان تقديم غذاء متوازن ومناسب للحيوانات لتحسين مناعتها.

المعايير الصحية في مزارع الجاموس:

تعتبر المعايير الصحية في مزارع الجاموس ضرورية لضمان صحة الحيوان وزيادة إنتاجيته. من خلال الالتزام بهذه المعايير، يمكن للمزارعين تقليل مخاطر الأمراض وتحسين جودة

المنتجات الحيوانية، مما يعود بالنفع على الاقتصاد الزراعي ككل وتساهم هذه المعايير في تحسين الإنتاجية وتقليل انتشار الأمراض.

فيما يلي أبرز المعايير الصحية التي يجب مراعاتها في مزارع الجاموس:

 نظافة البيئة

تنظيف الحظائر: يجب الحفاظ على نظافة الحظائر بشكل دوري للتقليل من التلوث والحد من

 انتشار الأمراض. ينبغي إزالة الفضلات بانتظام وتطهير المساحات.

تهوية جيدة: توفير تهوية كافية داخل الحظائر يساعد في تقليل الرطوبة ومنع تراكم الميكروبات.

الرعاية الصحية

الفحوصات الدورية: يجب إجراء فحوصات صحية دورية للجاموس للكشف المبكر عن أي أمراض مثل قياس درجة الحرارة وفحص الضرع.

التطعيمات: من الضروري تطعيم الحيوانات بانتظام ضد الأمراض الشائعة مثل الحمى القلاعية والتسمم الدموي.

التغذية متوازنة:

يجب توفير غذاء متوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية لضمان صحة الحيوانات ونموها الجيد. يشمل ذلك البروتينات، الكربوهيدرات، والفيتامينات.

مياه نظيفة: يجب توفير مياه شرب نظيفة وعذبة للحيوانات بشكل دائم، حيث أن نقص المياه يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الجاموس وإنتاجيته.

 ممارسات الحلب

تقنيات الحلب الصحيحة: يجب اتباع إجراءات نظيفة وصحية أثناء عملية الحلب، مثل غسل اليدين وتعقيم المعدات المستخدمة.

مراقبة جودة الحليب: ينبغي فحص جودة الحليب بشكل دوري ومنتظم للكشف عن أي تغيرات قد تشير إلى وجود التهاب أو عدوى فى الضرع.

 إدارة القطيع

عزل الحيوانات الجديدة: يجب عزل الحيوانات الجديدة عن القطيع لفترة زمنية معينة للتأكد من خلوها من الأمراض قبل إدخالها إلى المزرعة.

السجلات الصحية: الاحتفاظ بسجلات دقيقة حول التاريخ الصحي للحيوانات، بما في ذلك التطعيمات والعلاجات السابقة، يساعد في إدارة صحة القطيع بشكل فعال.

 التعامل مع الأمراض

استجابة سريعة للأمراض: عند ظهور أي أعراض مرضية، يجب اتخاذ إجراءات سريعة لعزل الحيوان المصاب وعلاجه لتقليل انتشار العدوى.

التثقيف المستمر: ينبغي على المزارعين متابعة أحدث المعلومات والبحوث المتعلقة بالأمراض وكيفية الوقاية منها.

 دور معهد بحوث الصحة الحيوانية في علاج التهاب الضرع الخفى:

معهد بحوث الصحة الحيوانية يلعب دورًا حيويًا كبيرا في علاج التهاب الضرع الخفي في الجاموس من خلال مجموعة من الأنشطة والبرامج التي تهدف إلى تحسين صحة الحيوانات وزيادة إنتاجية  فيما يلي أبرز أدوار المعهد:

  • البحث والتطوير يقوم المعهد بإجراء أبحاث علمية متقدمة لفهم مسببات التهاب الضرع الخفي وآثاره على الإنتاج الحيواني.
  • التشخيص  يوفر المعهد خدمات تشخيصية متخصصة، بما في ذلك اختبار عدد الخلايا الجسدية في  الحليب واختبارات الحساسية للمضادات الحيوية مما يساعد في تحديد مدى انتشار التهاب الضرع الخفي في القطعان
  • التوعية والإرشاد ينظم المعهد ورش عمل ودورات تدريبية للمزارعين وصغار المربين حول كيفية الوقاية من التهاب الضرع الخفي وعلاجه حيث يتضمن ذلك تعليم المزارعين أساليب الحلب الصحيحة وأهمية النظافة  في مزارعهم.
  • تقديم الدعم الفني حيث يقدم المعهد استشارات فنية للمزارعين بشأن استراتيجيات العلاج والوقاية، بما في ذلك استخدام المضادات الحيوية بشكل حكيم وتطبيق تقنيات حديثة لتحسين صحة الضرع.
  • التعاون مع الجهات الأخرى: يعمل المعهد بالتعاون مع مؤسسات أخرى محلية ودولية لتعزيز الجهود المبذولة لمكافحة التهاب الضرع الخفي، مما يساهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية للحيوانات.
  • إجراء الدراسات الوبائية يقوم المعهد بإجراء دراسات وبائية لتحديد مدى انتشار التهاب الضرع الخفي وتأثيره على الإنتاج، مما يساعد في وضع استراتيجيات فعالة لمكافحته مما يسهم بشكل كبير في تحسين صحة الجاموس وزيادة إنتاجيته، مما يعود بالنفع على الاقتصاد الزراعي ككل.

المراجع

Bradley, A. J. (2002). Bovine mastitis: an evolving disease. The Veterinary Journal, 164(2), 116-128.

Halasa, T., Huijps, K., Østerås, O., & Hogeveen, H. (2007). Economic effects of bovine mastitis and mastitis management: A review. Veterinary Quarterly, 29(1), 18-31.

Radostits, O. M., Gay, C. C., Hinchcliff, K. W., & Constable, P. D. (2007). Veterinary Medicine: A textbook of the diseases of cattle, horses, sheep, pigs, and goats. Elsevier Health Sciences.

Sharma, N., Singh, N. K., & Bhadwal, M. S. (2011). Relationship of somatic cell count and mastitis: An overview. Asian-Australasian Journal of Animal Sciences, 24(3), 429-438.

FAO. (2011). Guide to good dairy farming practice. Food and Agriculture Organization of the United Nations.

Barkema, H. W., Schukken, Y. H., & Zadoks, R. N. (2006). Invited review: The role of cow, pathogen, and treatment regimen in the therapeutic success of bovine Staphylococcus aureus mastitis. Journal of Dairy Science, 89(6), 1877-1895.

Comments are closed.