شكل اللحم المصاب بالحمى القلاعية.. هل تنتقل عند تناول اللحوم؟
تعد الحمى القلاعية من الأمراض الفيروسية المعدية التي تصيب الحيوانات مثل الأبقار والأغنام والماعز، وتسبب في حدوث تغيرات ملحوظة في شكل اللحم، فـ عند إصابة الحيوان بالحمى القلاعية، تظهر آثار واضحة على اللحم نتيجة للإصابة، حيث يعاني الحيوان من تقرحات وطفح جلدي في الفم والأقدام، ما يؤدي إلى تدهور حالته الصحية بشكل عام.
وتثير هذه التغيرات مخاوف كبيرة فيما يتعلق بجودة اللحم وقيمته الغذائية، ما يستدعي فحصًا دقيقًا عند الذبح، لذا ننشر لكم من خلال هذا التقرير، علامات اللحم المصاب بالحمى القلاعية للتمييز بين اللحم الصالح للاستهلاك واللحم الذي يجب التخلص منه لتجنب أي مخاطر صحية.
شكل اللحم المصاب بالحمى القلاعية
وفيما يتعلق بـ شكل اللحم المصاب بالحمى القلاعية، عند ذبح الحيوان المصاب بالحمى القلاعية، يمكن ملاحظة عدة تغييرات في شكل اللحم. من أهم هذه التغيرات هي التقرحات والندبات التي تظهر على أنسجة العضلات، خاصة في المناطق التي كانت فيها الإصابة الفموية أو القدمية، وتكون هذه التقرحات غالبًا حمراء أو متقرحة وتؤدي إلى تشوه نسيج اللحم، مما يقلل من جودته.
ومن التغيرات الأخرى التي قد تظهر على اللحم المصاب بالحمى القلاعية هو وجود تورمات أو تغير في لون اللحم، حيث يميل إلى أن يكون أكثر شحوبًا أو يحتوي على بقع داكنة. في بعض الحالات، قد تظهر سوائل غريبة أو تغيرات في قوام اللحم، مما يشير إلى وجود تلوث أو تدهور في الجودة بسبب العدوى.
هذه التغيرات تؤثر بشكل كبير على صلاحية اللحم للاستهلاك البشري. كما أن اللحم المصاب بالحمى القلاعية قد يحتوي على مستويات أعلى من السموم والفيروسات التي قد تنتقل إلى الإنسان إذا تم استهلاكه، لذا من المهم أن يتم فحص اللحم من قبل الجهات المختصة للتأكد من خلوه من أي أمراض أو تلوثات قد تؤثر على الصحة العامة.
كيفية التعرف على اللحوم المصابة بالحمي القلاعية
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور محمد عطية، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي بوزارة الزراعة، أن مرض الحمى القلاعية ظهر لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي، وينتشر بشكل سريع خلال فصل الشتاء بسبب انتقال العدوى عبر الهواء.
وأشار عطية في تصريحاته إلى موقع صدى البلد إلى أن الوقاية من هذا المرض تعتمد بالأساس على التحصين المنتظم ومنع دخول حيوانات جديدة دون التأكد من سلامتها. وأضاف أن برنامج التحصين يتضمن ثلاث جرعات سنوية للمواشي؛ الأولى في شهر سبتمبر، الثانية في أكتوبر، والثالثة في نوفمبر. ولفت إلى أن العديد من المربين يتجاهلون هذه الجرعات، ولا ينتبهون إلا بعد انتشار المرض، مما يسهم في تسريع العدوى نظراً لانتقالها بسهولة عبر الهواء.
ودعا رئيس الإدارة المركزية المربين إلى الالتزام ببرامج التحصين، واللجوء إلى الوحدات البيطرية الحكومية للحصول على اللقاحات اللازمة. وأوضح أن وزارة الزراعة تنفذ حملات ميدانية من خلال إدارات الخدمات البيطرية في الوحدات والإدارات ومديريات الطب البيطري في المحافظات لمتابعة صحة الماشية وعلاجها.
كما شدد على أهمية اتخاذ احتياطات عند شراء الحيوانات، مثل التأكد من مصدر موثوق، وعزل الحيوان لمدة ثلاثة أسابيع للتأكد من خلوه من الأمراض. وأوصى بتنظيف المرافق باستخدام محلول بيكربونات الصوديوم بنسبة تركيز 4% للتطهير، والإبلاغ فوراً عن أي حالة إصابة بالحمى القلاعية عبر الخط الساخن 19561.
وأكد عطية أنه في حالة انتشار المرض، يجب منع حركة الحيوانات بين المزارع. وأضاف أن بعض المربين يلجؤون إلى ذبح الحيوانات المصابة خوفاً من الخسائر المالية، مشيراً إلى أن هناك علامات واضحة تدل على إصابة اللحوم بالحمى، منها ضعف الجودة وتركيز الدم بشكل مفرط وظهور ألياف غير طبيعية.
واختتم بالإشارة إلى أمراض أخرى تهدد الثروة الحيوانية إلى جانب الحمى القلاعية، مثل مرض الجلد العقدي الذي ينتشر في الصيف ويبدأ التحصين ضده من شهر مارس، ومرض التسمم الدموي الناتج أساساً عن قلة النظافة وانتشار البكتيريا من مخلفات الحيوانات.
هل تنتقل الحمي القلاعية عند تناول اللحوم؟
تعد إصابة البشر بالحمى القلاعية أمراً نادراً للغاية، ولم تُسجل أي حالات لانتقال العدوى من إنسان مصاب إلى آخر سليم، ومع ذلك، في حالات نادرة جداً، قد تحدث العدوى للبشر نتيجة التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة فقط.
على سبيل المثال، عندما انتشر المرض بشكل كبير بين الحيوانات في بريطانيا عام 2001، لم تُسجل أي إصابات بشرية بالحمى القلاعية.
كما أن تناول لحوم الحيوانات المصابة بهذا المرض لا يؤدي إلى انتقال العدوى للبشر. ومع ذلك، يُوصى دائماً بتسخين منتجات الحيوانات المصابة، مثل اللحوم والألبان، لدرجة حرارة 70 مئوية ولمدة لا تقل عن 30 دقيقة لضمان السلامة.
Comments are closed.