حكايات بيطرية مع د محمد مصباح : الالتهابات الرئوية .. التسمم الدوي أو حمي النقل
استكمالا لما بدأناه عن الالتهابات الرئوية في حكايتنا السابقة و خطورة التغيرات المناخية و مناعة الحيوان في ظهور الحالات المرضية وشراستها في الانتشار.
ومن أخطر المسببات الميكروبية البكتيرية لهذا المرض هي المانهيميا هيموليتيكا أحد أنواع الباستريلا و هو ميكروب يعيش طبيعيا في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي و لكن في حالة استفزازه بسبب الهزة المناعية التي يتعرض لها جسم الحيوان يتحول الي ميكروب في غاية الشراسة قد تؤدي شراسته في كثير من الأحيان إلي نفوق الحيوان.
و الهزة المناعية التي يتعرض لها الحيوان تعقب إصابته ببعض الفيروسات الشرسة مثل الحمي القلاعية أو حمي الثلاثة أيام و (IBR, BVD, Para-influenza, Syncytial viruses) او نقل الحيوانات في ظروف مناخية شديدة البرودة او الحرارة.
وتكمن اسلحة هذا الميكروب اللعين في قدرته علي افراز بعض السموم (leukotoxin) التي تستطيع تكسير الخلايا المناعية التي تهاجمه و لا تقف خطورته علي ذلك فقط و لكن تدمر و تخرب في الأوعية الدموية وتسبب الجلطات المميتة و له من الأسلحة الفتاكة التي تزيد من السمية و ارتفاع درجة الحرارة لجسم الحيوان (lipopolysaccharide) و العديد من الأسلحة الفتاكة القاتلة لأنسجة الرئة و التي يعقبها من أعراض ارتفاع درجة الحرارة و افرازات مخاطية متعكرة من الأنف و التنفس يصبح سريع و بصعوبة حتي يلهث الحيوان بخروج لسانه خارج الفم و يصبح التنفس من الفم بصعوبة ,ورم أوديمي بالرقبة والزور، وكحة شديدة و يموت الحيوان في خلال ساعات.
وعند تشريح الحيوان نجد إصابات بالغة في الرئة احتقان و أنزفة وجلطات و التهاب شديد في البلورا و أغشية القلب و تحول النسيج الرئوي من نسيج اسفنجي إلي نسيج كبدي (hepatization of lung).
كن حريص علي التحصين المستمر للامراض الفيروسية المنشط الرئيسي لهذا الميكروب اللعين و من ثم التحصين لمرض التسمم الدموي كل ستة أشهر باستخدام اللقاح المناسب.
عن كاتب المقال:
الدكتور محمد مصباح المدير الفني لمعمل معهد بحوث الصحة الحيوانية في المنصورة
Comments are closed.