ift

تعرف علي أهم أمراض الأسماك فى المزارع السمكية

بقلم:

د شيماء منصور  – باحث أمراض الأسماك – معهد بحوث الصحة الحيوانية – بالإسماعيلية – مركزالبحوث الزراعية – مصر

د رحاب عبد المنعم قرنى – باحث أمراض الأسماك – معهد بحوث الصحة الحيوانية بالإسماعيلية – مركزالبحوث الزراعية – مصر

تُعد الأسماك من أهم المصادر الغذائية للإنسان منذ القدم، كونها مصدرًا غنيًا بالبروتين والعناصر الغذائية الأساسية. ومع زيادة التعداد السكاني، والصيد الجائر، والتلوث البحري، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على الكائنات البحرية لتلبية احتياجات السوق المحلي من الأسماك الطازجة، أصبحت الحاجة ملحة لإيجاد بدائل مستدامة.

من هنا، برزت أهمية تطوير عمليات الاستزراع السمكي كأحد المشاريع الحيوية للتوسع في إنتاج اللحوم البيضاء الصالحة للاستهلاك الآدمي، مما يساهم في توفير الأسماك بشكل مستمر على مدار العام وبجودة مناسبة.

يمكن تعريف الاستزراع السمكي بأنه عملية تربية أنواع مختلفة من الأسماك، سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة، التي تُستخدم كغذاء للإنسان، وذلك تحت ظروف محكمة وتحت إشراف الإنسان، وفي مساحات محددة مثل الأحواض أو الأقفاص.

يُعد الاستزراع السمكي اليوم محورًا رئيسيًا للتنمية في العديد من دول العالم والوطن العربي، حيث يسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي. لذلك، من الضروري الالتزام بتطبيق أساليب التربية السليمة في نظام الاستزراع السمكي، مثل المراقبة المستمرة لجودة المياه، لحمايتها من أمراض الأسماك أو أي خسائر مستقبلية. فغالبية الأمراض تنتج عن ممارسات خاطئة في تربية الأسماك أو سوء التغذية.

نظم الاستزراع السمكي المكثف وشبه المكثف قد تؤدي إلى تعرض الأسماك للعديد من الأمراض، نتيجة ازدحام المزارع السمكية وتربية أنواع متعددة من الأسماك معًا، مما يسهل انتقال العدوى من الأسماك المصابة إلى الأخرى. وتتنوع أمراض الأسماك في هذه المزارع من حيث مسبباتها وشدتها وأنواعها، فقد تكون بكتيرية، فيروسية، طفيلية، أو فطرية.

أولا: الأمراض البكتيرية في الأسماك:

تمثل الأمراض البكتيرية أحد أبرز المشكلات الصحية للأسماك في المزارع السمكية، حيث يمكن أن تسبب أضرارًا للأسماك نفسها وللمستهلكين والمتعاملين معها.

وتعد المياه المستخدمة في الاستزراع السمكي مصدرًا رئيسيًا لهذه البكتيريا نتيجة التلوث بمياه الصرف الزراعي أو الصناعي أو الصحي. كما يمكن أن تنشأ البكتيريا من التربة في الأحواض السمكية الترابية، أو من استخدام المخصبات العضوية والأعلاف غير التقليدية في تغذية الأسماك.

تحدث العدوى في الأسماك نتيجة الإجهاد في المزارع السمكية والكثافة العالية في تربية الأسماك أو خلال نقلها لمسافات طويلة، مما يؤدي إلى ضعف المناعة وتكاثر البكتيريا في أمعاء الأسماك. يرافق ذلك إفراز سموم بكتيرية تسبب التهاب الغشاء المبطن للأمعاء، مع ظهور أعراض مثل فقدان الشهية.

التسمم الدموي أخطر أمراض الأسماك

تُعد أمراض التسمم الدموي البكتيرية من أخطر الأمراض التي تواجه الأسماك في المزارع، وتشمل مرض التسمم الدموي الإيروموناسي المتحرك، مرض التسمم الدموي السودوموناسي، مرض الفيبريو، مرض الإدواردسيللا، ومرض التسمم الدموي للميكروب السبحى (الإستربتوكوكس).

تشمل الأعراض الظاهرية لهذه الأمراض النفوق الحاد، الذي قد تصل نسبته إلى 100% إذا لم يتم التعامل معه. وتشمل الأعراض الأخرى ظهور بقع نزفية على الجسم والزعانف، جحوظ العين، تساقط القشور، تقرحات الجلد، استسقاء البطن، احتقان الخياشيم، وبروز الأمعاء الملتهبة من فتحة المجمع.

الوقاية من أمراض التسمم الدموي في الأسماك

للوقاية، يجب مراقبة جودة المياه باستمرار ومنع تلوثها، وتجنب ازدحام الأسماك، نقص الأكسجين، ارتفاع تركيز الأمونيا السامة، وزيادة حموضة المياه (pH). يجب أيضًا تفريغ الأحواض عند ظهور المرض وتجفيفها وتطهيرها بالجير الحي، مع عزل الأسماك المصابة في أحواض منفصلة بمياه نظيفة وباردة.

يُعتمد علاج هذه الأمراض على استخدام المضادات الحيوية واسعة المدى بعد إجراء اختبار حساسية لاختيار النوع المناسب. ومع ذلك، فإن الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية قد يؤدي إلى ظهور عترات بكتيرية مقاومة. كما أن تأثير العلاج غالبًا يكون محدودًا، لأن المضادات تقتل البكتيريا لكنها لا تعالج السموم التي تسبب تلف الأنسجة. يُفضل تجنب الاعتماد الكلي على الأعلاف المعالجة بالمضادات لأن الأسماك المصابة قد تفقد شهيتها.

ثانياً:  الأمراض الطفيلية في الأسماك:        

الأمراض الطفيلية تكمن خطورتها في أن الطفيليات وأطوارها اليرقية تتغذى على دم الأسماك، مما يزيد من احتمالية إصابتها بالأمراض الفطرية والبكتيرية، حيث تتجمع البكتيريا والفطريات على الجسم من خلال الطفيليات الموجودة على الأسماك المصابة. من أبرز الأعراض التي تدل على إصابة الأسماك بالطفيليات هو قيامها بحك جلدها بجدران الحوض أو الصخور للتخلص من الطفيليات الملتصقة بها.

بالإضافة إلى الطفيليات الخارجية التي تلتصق بسطح جسم السمكة، توجد طفيليات داخلية تعيش في الأعضاء الداخلية مثل الجهاز الهضمي، الكلى، والعضلات، وغالبًا ما تكون كبيرة بما يكفي لتُرى بالعين المجردة، مما يتطلب التشريح الداخلي للسمكة للتعرف عليها.

من أبرز الأمراض الطفيلية التي تصيب أسماك المزارع مرض البقع البيضاء (Icthiophthirosis)، حيث تظهر بقع بيضاء على الجلد والخياشيم، وتسبب ضيق التنفس ونفوق عدد كبير من الأسماك. كما تُصاب الأسماك بطفيل الكوستيا (costiosis)، والذي يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من المخاط، وظهور بقع رمادية على الجسم مع أعراض ضيق التنفس.

تشمل الطفيليات الداخلية التي تصيب الدورة الدموية التريبانوسوما والكربتوبيا، مما يؤدي إلى فقر دم شديد خاصة في أسماك المياه العذبة. كما تُصاب الأسماك بالديدان المختلفة، مثل الديدان المفلطحة وحيدة العائل (Monogenea)، الثنائية العائل (Digenea)، الديدان الشريطية (Cestoda)، الأسطوانية (Nematoda)، الرأس شوكية (Acanthocephala)، والديدان الحلقية (Leeches)، والتي قد تؤثر على جميع أجزاء السمكة.

للوقاية من الطفيليات في المزارع السمكية، يُنصح بالتخلص من القواقع، تطهير الأحواض وتجفيفها بشكل كامل، وإبعاد الطيور المائية. ولعلاج الطفيليات، يمكن استخدام الفورمالين بتركيز 100-150 جزء/مليون أو محلول ملح الطعام بتركيز 5% لمدة 5 دقائق.

ثالثاً:  الأمراض الفطرية في الأسماك:

الأمراض الفطرية تُعد أمراضًا ثانوية، حيث تصيب الأسماك التي تعاني مسبقًا من أمراض بكتيرية أو طفيلية أو تعيش في ظروف بيئية غير ملائمة. ومن أبرز هذه الأمراض مرض السابرولجنيا، الذي يمكن التعرف عليه بسهولة من خلال ظهور خيوط بيضاء تشبه الكريات القطنية تغطي الجزء المصاب من جسم السمكة مع تساقط القشور. هذا المرض قد يصيب الزريعة والبيض، مما يشكل تهديدًا للثروة السمكية.

لذلك، يجب متابعة الأحواض السمكية باستمرار وعزل الأسماك المصابة في أحواض نظيفة وجيدة التهوية. يُوصى بمعالجتها باستخدام ملح كلوريد الصوديوم بمعدل 3 جرام/جالون ماء لمدة 24 ساعة، أو برمنجنات البوتاسيوم بتركيز 1% لمدة 20 دقيقة، مع تكرار العلاج إذا لم يحدث تحسن.

رابعاً: الأمراض الفيروسية في الأسماك:                                       

الأمراض الفيروسية تُعد من بين أخطر الأمراض التي تصيب أسماك المزارع السمكية، حيث إن الفيروسات هي أصغر الكائنات الحية التي لا تُرى إلا باستخدام الميكروسكوب الإلكتروني. تتميز الفيروسات بأنها تعتمد بالكامل على العائل في تغذيتها، وتنتقل العدوى الفيروسية بسرعة كبيرة. تؤدي الإصابة بالأمراض الفيروسية إلى نزيف في مناطق مختلفة من جسم الأسماك وتآكل في الأنسجة والعضلات.

من الأعراض البارزة التي تظهر على الأسماك المصابة: السباحة السريعة في الحوض، يليها ظهور علامات الإجهاد، ثم ترقد على جانب الحوض قبل أن تموت. وحتى الآن، لا يوجد علاج فعال للأمراض الفيروسية، والحل الوحيد هو التخلص من الأسماك المصابة بحرقها لمنع انتقال العدوى. بعد ذلك، يجب تجفيف الأحواض وتعقيمها بشكل جيد وتركها لفترة كافية قبل إعادة استخدامها.

كما يُوصى بإجراء الفحوصات المستمرة عند ظهور أي أعراض مرضية للتعرف على أي إصابات فيروسية في مراحلها المبكرة والتعامل معها على الفور.

المراجع :

  • أمراض الأسماك – الأمراض البكتيرية – الجزء الأول – نشرت فى 26 مايو 2021 بواسطة

د/ ليلى عبدالله

  • كتاب : اهم امراض الاسماك الوقاية …العلاج -المؤلف : ابتسام عبد الغني احمد طنطاوي – الصفحة : ص 14-18
  • أمراض الأسماك – الوقاية :الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية -الإدارة العامة للتطوير والإرشاد بواسطة   د/ مجدى عباس صالح
  • الامراض الشائعة بين اسماك مصر- نشرت يوم الإثنين 13 مارس 2017
  • تأمين المزارع السمكية التعريف بالاستزراع السمكي ومخاطره -في مارس 6, 2021
  • أهم الأمراض البكتيرية والفطرية الشائعة في المزارع السمكية وطرق الوقاية منها- إعداد / منال محى الدين
  • أهم الأمراض الشائعة بين الأسماك المستزرعة 3 – د. أسامـة عبد الرحمـن صـالح
  • الأمراض البكتيرية فى أسماك االمزارع السمكية – محاضرة من أ.د./ محمد سيد محمد مرزوق

 

 

 

Comments are closed.