ift

د محمد عيد يكتب: الإستفادة من أجهزة الاستشعار والتكنولوجيا في مراقبة صحة الأبقار لتعزيز جودة الألبان ومنتجاتها

باحث بقسم بحوث تكنولوجيا الألبان – معهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية – مصر

لقد شهدت تربية الأبقار ومنتجات الألبان تحولاً جذرياً في السنوات الأخيرة بفضل التطور التكنولوجي حيث أصبحت أجهزة الاستشعار والتكنولوجيا القابلة للارتداء أدوات حيوية لمراقبة صحة القطعان. هذه التقنيات لا تساهم فقط في تحسين صحة الأبقار ورعايتها بل تلعب دوراً محورياً في تعزيز جودة وسلامة المنتجات اللبنية مما ينعكس إيجاباً على الصناعة بأكملها.

حيث نجد أن هناك أنواع من الأجهزة القابلة للارتداء كالآتي:-

  • أطواق ذكية: تحتوي على مستشعرات لرصد النشاط، درجة الحرارة، ومعدل المضغ.
  • أساور الساق: تتابع حركة الأبقار وتكشف عن مشاكل العرج.
  • مستشعرات الأذن: تراقب درجة حرارة الجسم ومستويات النشاط.
  • مستشعرات البلعوم: تتحقق من صحة الجهاز الهضمي.
  • أجهزة استشعار داخلية: تُزرع لمراقبة المؤشرات الحيوية الداخلية.

كذلك نجد أن هناك بعض التقنيات المستخدمة التي تخدم هذه الاجهزة كالآتي:-

  • إنترنت الأشياء (IoT): وهو يعمل على ربط الأجهزة بشبكة للمراقبة المستمرة.
  • الذكاء الاصطناعي:  وهو يعمل علي تحليل البيانات للكشف عن الأنماط والتنبؤ بالمشاكل.
  • الحوسبة السحابية: وهي تعمل علي تخزين ومعالجة كميات كبيرة من البيانات.
  • أنظمة الإنذار المبكر: وهو يعمل علي إشعار المزارعين عند اكتشاف مشاكل صحية.

التطبيقات المستخدمة في مراقبة صحة الأبقار تشمل التالي :-

أولا:- المراقبة الفسيولوجية وهي تشمل:-

  • درجة حرارة الجسم: مما ينذر عن الكشف المبكر عن الأمراض والتهابات الضرع.
  • معدل ضربات القلب: وهو مؤشر على الإجهاد والمشاكل الصحية.
  • النشاط الحركي: ويعمل على اكتشاف مشاكل الخمول أو السلوك غير الطبيعي.

ثانياً:- مراقبة السلوك والرفاهية وهي تشمل:-

  • أنماط الرعي والمضغ: ويعد مؤشر على الصحة العامة والهضم.
  • فترات الراحة: وهو بمثابة ضمان لرفاهية الحيوان وجودة الحليب.
  • الكشف عن الشبق: وهو يفيد في تحديد التوقيت الأمثل للتلقيح.

ثالثاً:- الوقاية من الأمراض وتشمل:-

  • الكشف المبكر عن التهاب الضرع: الذي يعد أحد أهم التطبيقات تأثيراً على جودة اللبن (الحليب).
  • مراقبة صحة الحافر: وذلك لمنع مشاكل العرج التي تؤثر على الإنتاج.
  • اكتشاف الاضطرابات الأيضية.

تأثير التكنولوجيا على جودة الألبان ومنتجاتها فهي تشمل الآتي:-

أولا:- تحسين جودة  اللبن (الحليب) وتشمل:-

  • خلايا الدم البيضاء: حيث يتم انخفاض معدلات الخلايا الجسمية في اللبن (الحليب).
  • التركيب الكيميائي: تعمل علي تحسين توازن الدهون والبروتينات.
  • نقاء اللبن (الحليب): حيث يتم تقليل التلوث البكتيري والمخلفات.

ثانياً:- زيادة الإنتاجية وذلك كالآتي:-

  • تحسين كفاءة الحلب: من خلال اختيار التوقيت الأمثل لعملية الحلب.
  • تقليل هدر اللبن (الحليب): من خلال الكشف المبكر عن اللبن غير الصالح.
  • زيادة العمر الإنتاجي للبقرة : وذلك من خلال الرعاية الوقائية

ثالثاً:- ضمان سلامة المنتجات وذلك من خلال التالي:-

  • تتبع المصدر: وذلك من خلال القدرة على تتبع أي منتج بداية من المزرعة المصدرة.
  • الحد من المضادات الحيوية: وذلك من خلال تقنين الاستخدام المستهدف عند الحاجة فقط.
  • الامتثال للمعايير: من خلال تلبية متطلبات الجودة المحلية والدولية.

كذلك نجد أن هناك بعض الفوائد الاقتصادية والبيئية يمكن ايجازها في التالي:-

أولا:- للقطاع الزراعي وتشمل :-

  • خفض التكاليف: من خلال تقليل نفقات العلاج والخسائر.
  • زيادة الإيرادات: من خلال تحسين جودة وكمية الإنتاج.
  • إدارة أفضل: من خلال القرارات المعتمدة على البيانات.

ثانياً:- للبيئة وتشمل:-

  • تقليل البصمة الكربونية: وذلك من خلال الكفاءة المحسنة.
  • إدارة المخلفات: وعن طريق تحسين استخدام الموارد.
  • الاستدامة: عن طريق استخدام ممارسات زراعية أكثر استدامة.

التحديات والقيود التي تواجه جودة الألبان

أولا:- التحديات التقنية لجودة الألبان

  • كفاءة البطاريات: حيث أنها دائما في حاجة لشحن مستمر للأجهزة.
  • دقة البيانات: حيث أنها دائماً في حاجة إلى معايرة مستمرة.
  • التكامل بين الأنظمة: وذلك عن طريق توافق الأجهزة والبرامج المختلفة.

ثانياً:- التحديات الاقتصادية وهي تشمل:-

  • التكلفة الأولية: تعد استثمار مرتفع للمزارع الصغيرة.
  • صيانة الأجهزة: من خلال الحاجة للخبرة التقنية.

ثالثاً:- التحديات السلوكية وهى تشمل:-

  • تقبل المزارعين: حيث أن هناك ضرورة ملحة للتدريب والتكيف مع التقنيات الجديدة.
  • رفاهية الحيوان: من خلال ضرورة ضمان راحة الأبقار مع الأجهزة المرفقة.

مما سبق ذكره نستطيع القول أن أجهزة الاستشعار والتكنولوجيا القابلة للارتداء تشكل ثورة حقيقية في مجال تربية الأبقار وإنتاج الألبان. هذه التقنيات لا توفر فقط رعاية أفضل للحيوانات بل تحسن بشكل ملحوظ جودة وسلامة المنتجات اللبنية مما يفيد كل من المنتجين والمستهلكين. ومع استمرار تطور هذه التقنيات وانخفاض تكلفتها من المتوقع أن تصبح جزءاً أساسياً من صناعة الألبان الحديثة مساهمة في تحقيق استدامة القطاع وضمان تلبية الطلب المتزايد على منتجات الألبان عالية الجودة.

Comments are closed.