ift

د أميرة هلال تكتب: فيروس الإلتهاب الشعبي المعدي في الدواجن

باحث بوحده البيوتكنولوجي- مدير الجودة..المعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجني بالاسماعيليه- معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

يُعد الالتهاب الشعبي المعدي (Infectious Bronchitis – IB) من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى التي تصيب الدواجن فقط في كل الأعمار ، ويسببه فيروس الالتهاب الشعبي المعدي (IBV) التابع ل Gammacoronavirus من عائلة Coronaviridae. يمثل المرض مشكلة وبائية خطيرة تؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة ارتفاع نسب النفوق في الدواجن، وانخفاض معدلات النمو وإنتاج البيض، فضلًا عن تزايد القابلية للعدوى البكتيرية الثانوية,  وتواجه السيطرة عليه تحديات مستمرة نتيجة الطفرات الجينية وظهور سلالات متحورة جديدة ذات قدرات مختلفة على العدوى والمناعة.

المسبب الفيروسي والتطور الجيني:

فيروس الالتهاب الشعبي المعدي هو من عائله فيروسات الكورونا , RNA مفرد السلسلة ، يحيط به غلاف دهني يحتوي على بروتينات هيكلية رئيسية تشمل البروتين الشوكي (S)، والبروتين الغشائي (M)، والبروتين النووي (N). يُعد البروتين الشوكي S، وخصوصًا الجزء S1، هو المسؤول عن ارتباط الفيروس بالخلايا العائلة وتحديد نوع العائل والاستجابة المناعية. يحتوي هذا الجزء على ثلاث مناطق عالية التغير (Hypervariable Regions – HVRs)، مما يجعله أكثر الأجزاء عرضة للطفرات وإعادة التركيب.

طرق انتشار المرض:

  • ينتقل فيروس الالتهاب الشعبي المعدي بين الدواجن أساسًا عبر الجهاز التنفسي عن طريق استنشاق الهواء الملوث بالفيروس.
  • وتحدث العدوى غالبًا بطريقة أفقية من خلال التجاور المباشر بين الطيور أو استنشاق الهواء الملوث في العنابر، كما يمكن أن ينتقل الفيروس انتقالًا ميكانيكيًا عبر الأدوات الملوثة بالفيروس.
  • تمتاز فترة الحضانة بقصرها، إذ تتراوح بين 18 إلى 36 ساعة، بينما تستمر فترة المرض عادة من 2 إلى 6 أيام.
  • وتبقى الطيور المصابة حاملةً للفيروس لفترة قد تمتد إلى خمسة أسابيع بعد العدوى، حيث تواصل إفرازه مع الإفرازات التنفسية والهضمية، مما يساهم في استمرار دورة العدوى داخل القطيع.

الأعراض والصور المرضية:

تظهر على الطيور المصابة أعراض تنفسية واضحة تشمل صعوبة التنفس، صوت صرير أو “صرخة” مميزة، والعطس والسعال. كما يُلاحظ خمول عام وانتفاش الريش وتجمع الطيور قرب مصادر التدفئة. قد تختلف شدة الأعراض تبعًا للعترة المنتشرة؛ فالعترات المصرية المتحورة تتميز بقدرتها على إصابة الجهاز البولي مسببة  تضخم الكلى.

عند إصابة الدجاج في عمر الإنتاج يؤدي إلى انخفاض إنتاج البيض بنسبة 20-50% ويستمر هذا الانخفاض لمدة 4-6 أسابيع مع وجود تشوهات بالبيض حيث تكون رقيقة القشرة ويوجد ترسيبات كالسيوم بصورة غير منتظمة مع وجود نسبة كبيرة من البيض بدون قشرة (برشت) ويصبح الزلال مائي القوام وتنخفض نسبة الفقس ويظهر تشوهات عديدة على الكتاكيت الفاقسة .

أنواع مرض الالتهاب الشعبي المعدي في الدواجن:

1ـ النوع التنفسى: تتمثل مشاكله فى الجهاز التنفسى نتيجه انسداد القصبه الهوائية ووجود مخاط فى الغالب يكون متجبن ونتيجه لذلك يحدث عدم وصول الاكسجين الى الدم وزرقان فى الجسم وهبوط فى القلب.

2ـ النوع الكلوي: يحدث فيه التهابات فى الكليتين والكبد وامتلاء الحالب باليوريا ونتيجه لذلك يحدث فشل كلوى.

3‌- عند إصابة الكتاكيت يصاب الجهاز التناسلي ويظل المبيض خاملا لمدة أطول وتتأخر الطيور المصابة في البلوغ الجنسي كما يتأخر تكوين قناة البيض ولا تصل هذه الطيور إلى قمة الإنتاج المتوقع بعد البلوغ الجنسي الكامل.

الصفة التشريحية:

1- الجهاز التنفسي: التهاب في القصبة الهوائية والرئتين مع ووجود مواد مخاطية ومتجبنة في القصبة الهوائية.
2- الجهاز التناسلي: حدوث تلف في قناة البيض قناة البيض قصيرة وضعيفة أو ضامرة أو أحياناً عدم وجود قناة البيض مع وجود المبيض في حالة جيدة أو وجود صفار البيض داخل التجويف البطني.
3 – الجهاز الكلوي: تضخم في الكليتين مع امتلاء الحالب بحمض اليوريك.

العلاج:

  • لا يوجد علاج فعال ولكن بوجه عام يجب رفع حرارة العنبر درجتين عن الطبيعي.
  • رش العنبر بمطهرات مثل اليود او فيركون اس وذلك للحد من انتشار العدوى بين الطيور.
  • زيادة التهوية عن معدلها حتى يتم التخلص من أي غازات ضارة بالجهاز التنفسي.
  •  رش موسع الشعب.
  • اعطاء رافع مناعة قوى.
  • غسيل كلوي في حالة الإصابة الكلوية.

التشخيص المخبري:

يتم تشخيص المرض بناءً على الأعراض السريرية والتغيرات التشريحية، إضافةً إلى الفحوصات المعملية مثل تفاعل البلمرة المتسلسل (RT-PCR) للكشف عن الجين S1. أو N كما يتم إجراء العزل الفيروسي على أجنة الدجاج الخالية من مسببات الأمراض (SPF) وتحليل تسلسل الجين لتحديد السلالة المنتشرة. ويُعد تحليل الجين S1 أداة رئيسية لرصد الطفرات ومتابعة التطور الجيني للفيروس في مصر.

كفاءة برامج التحصين:

تواجه برامج التحصين تحديات كبيرة بسبب التنوع الجيني للفيروس. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن استخدام بروتوكولات التحصين المزدوجة التي تجمع بين اللقاحات الكلاسيكية والعترات المتحورة يوفر حماية أفضل ضد العترات المنتشرة في الحقل المصري.

الوقاية والسيطرة:

يعتمد نجاح السيطرة على المرض على تكامل الإجراءات الوقائية من خلال تطبيق برامج التحصين الفعالة و تطبيق الأمان الحيوي الصارم. وتشمل هذه الإجراءات تربية قطعان متجانسة في العمر، تقليل الكثافة العددية داخل العنابر وتحسين التهوية.تحسين التهوية، منع اختلاط الطيور من أعمار مختلفة، وتطهير العنابر والأدوات باستخدام مطهرات فعالة. كما يجب مراقبة فعالية اللقاحات دوريًا لمواكبة أي تغيرات جينية في العترات المنتشرة ميدانيًا.

الخاتمة:

يُعد فيروس الالتهاب الشعبي المعدي من أبرز مسببات الخسائر في صناعة الدواجن المصرية، نتيجة تنوعه الجيني وقدرته على التكيف. تشير الدراسات الحديثة إلى أن استخدام برامج التحصين المشتركة بين اللقاحات الكلاسيكية والمتحورة يمثل استراتيجية فعالة للحد من انتشار المرض. ومع ذلك، يبقى تعزيز الوعي بأهمية التحصين والالتزام بتطبيق إجراءات الأمان الحيوي المستمرة هما الأساس لضمان الحماية المستدامة للقطعان ضد هذا الفيروس المتجدد.

Comments are closed.