دكتوراه الفيروسات جامعة القاهرة – أستاذ الفيروسات والامراض المعدية بالمركز القومى للبحوث
مرض الحمى القلاعية هو مرض فيروسى حيواني شديد العدوى يصيب وهو يصيب مثل الأبقار والجاموس والجمال والأغنام والماعز والغزلان والخنازير والفيلة والفئران لكنة لا يصيب الخيول ، ونادرا ما يصيب الإنسان. ويسبب الفيروس خسائر اقتصادية فادحة لأنه يؤدى إلى إضعاف مناعة الابقار وخفض كمية إنتاج اللحم والحليب كما يؤدى أيضا إلى الإجهاض.
ويفضل عدم وجود اتصال وثيق بين الحيوانات والانسان اثناء فترة المرض او حضانة المرض وكما يفضل عدم استيراد المنتجات من اصل حيوانى أو الملابس والأحذية الملوثة من المناطق او الدول التى بها حيوانات مصابة.
ويمكن أن ينتشر مرض الحمى القلاعية من خلال الاتصال الوثيق بين الحيوانات او عن طريق المنتجات الحيوانية أو عن طريق الرياح من المزارع المجاورة. و يوجد المرض في أجزاء كثيرة من العالم ، وقد اعلن عن الاصابة بهذا المرض في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا الجنوبية
أسباب مرض الحمي القلاعية
يسبب مرض الحمى القلاعية فيروس يحمل ذات الاسم، ويبلغ حجمه من 25 إلى 30 نانومتر، يحتوي على الحمض النووي الريبوزى (RNA) أحادي ذا شحنة موجبة توجد 7 أنواع مصلية من الحمة القلاعية , A ,C ,SAT-1, SAT-2, SAT-3, Asie-1. وتظهر هذه الأنواع المصلية بصفات مختلفة حسب المناطق وتنقسم كذلك إلى أكثر من 60 سلالة وقد كان تفشي المرض في اليابان وكوريا بسبب فيروس الحمى القلاعية من النمط المصلي O ، و تكمن أهمية دراسة هذة الأنماط المصلية لتوفيرالتحصين و الحماية للحيوان.
أما فى مصر فقد تم عزل العترات الاتية O, A, SAT2 و تسود هذة الأنماط المصلية في أجزاء مختلفة من العالم ويكمن الخطر من هذا الفيروس هو إمكانية تغيير التركيب الوراثى له من حين لآخر حيث تظهر فصائل خطيرة جديدة في الحيوانات.
أعراض مرض الحمي القلاعية
تتراوح فترة حضانة المرض بين 2-7 أيام كما ترتفع درجة حرارة الحيوان ويتكاثر الفيروس بسرعة كبيرة في الدم وبعد ذلك تظهر حويصلات مليئة بسائل شفاف داخل الفم وبخاصة الغشاء الطلائى للسان وفي شق الأظلاف وعلى حلمات الضرع، ثم يزداد إفراز اللعاب وسيولته .
وعندما تنفجر الحويصلات تترك منطقة قابلة للعدوى بالبكتيريا حيث تلتهب وتتعفن وهذه الأنسجة الملتهبة في الفم تمنع الحيوان من الأكل وعند وجودها في القدم تمنعه من الحركة وقد تترك آفات القدم الحيوانات أعرج وغير قادرة على المشي لتغذية أو شرب الماء.
آفات اللسان والفم مؤلمة للغاية وتتسبب في سيلان الحيوانات والتوقف عن الأكل. لبضعة أيام ، ولكن قد تضعف الحيوانات الصغيرة وتموت ، أو تُترك مع تشوهات في القدم أو تلف في الغدد الثديية.
كما يقل إنتاج اللبن كما أن المرض يكون شديد الاعراض في حياتها فهى تفقد القدرة على الحركة كما تفقد القدرة على الأكل ، وفي الصغار تزيد نسبة الوفاة عن 50% أما في الحيوانات الكبيرة فان المرض غير قاتل ونسبة الوفاة تصل إلى 5%، ويمكن ان يسبب الإجهاض ونقص إنتاج اللبن.
الانتشار لمرض الحمي القلاعية
ظهر هذا المرض بعد الحرب العالمية الثانية ووجدت مناطق موبوءة فى كثير من دول العالم أسيا وأفريقيا كذلك أجزاء من جنوب أمريكا ومعظم دول الاتحاد الأوروبى خالية من المرض وأوقفت التحصين ضد هذا المرض ولكن في المملكة المتحدة حدث تفشى للمرض بصورة كبيرة عام 2007 ، وكذلك الصين و تايوان 2009. واليابان وكوريا، على الرغم من عدم وجود أي إصابات موكدة فى لإنسان بسبب تناوله لحوم الابقار المصابة.
و لبناء قدرات الدول لمكافحة هذا المرض لابد من تعاون وثيق بين المنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE) والمعاهد والجامعات والهيئة العامة للخدمات البيطرية لان هذا المرض اصبح مستوطنا مما يدعوا الى استمرار برامج التحصين . ويساعد العلماء فى ايجاد وسائل تسخيص سريعة وعلاج لاحتواء المرض والسيطرة عليه في أسرع وقت ممكن.
طرق العدوي بفيروس الحمي القلاعية
يعتبر هذا الفيروس من الفيروسات شديدة العدوى حيث ينتقل من الحيوان المصاب إلى السليم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مثل: اللعاب، اللبن، البراز، البول او عن طريق الطيور والسيارات او الحيوانات الأليفة والبرية والتي تحمل الفيروس لمدة طويلة .
كما ينتقل عن طريق الرياح تحت الظروف الجوية المختلفة و ترجع سهولة انتشارة الى سهولة حركة الحيوانات من مكان إلى فينقل الفيروس فى ارجل الحيوان الملوثة ، وأيضاً عن طريق الأحذية وتوجد عوامل بيئية واجتماعية واقتصادية أخرى تساعد على سرعة انتقال المرض او عن طريق السائل المنوي وخاصة في الأبقار.
ويمكن للإنسان ان يساهم في نقل المرض من المناطق المصابة إلى المناطق الأخرى عن طريق حمل الفيروس على الملابس أو الجلد ولا ينتقل المرض في الغالب إلى الإنسان إلا في بعض الحالات النادرة لأن الفيرس يتأثر بالأحماض (الحمض المعدي) وبالتالي الانتقال يكون عن طريق الفم قبل البلع ووصول الفيرس إلى المعدة
التثقيف والتوعية بمخاطر مرض الحمي القلاعية
على مدى السنوات القليلة الماضية ، تم توفير الكثير من المعلومات حول الأمن البيولوجي للمزرعة والتى تحتاج الى ممارسة طويلة الأمد بين المنتجين الكبار ولابد من تشديد الفحص ولا يسمح باستيراد أي حيوانات مصابة أو السائل المنوي أو اللحوم غير المطبوخة أو منتجات الألبان غير المصنعة من البلدان أو المناطق المتضررة من المرض.
والفيروس حساس لضوء الشمس المباشر وهيدروكسيد الصوديوم 2% والفورمالين 2% وكربونات الصوديوم 4% والأسيتيك أسيد 5%. و يستمر الفيروس حيا في اللبن المبرد لمدة 6 أيام عند درجة حرارة 18 درجة ولمدة 15 يوم عند درجة حرارة 4 مئوية . ويقضى على الفيروس تماما بغلى اللبن او تسخينة او بسطرتة ويظل الفيروس حيا في اللبن المجفف لمدة سنتين وكذلك الجبن لمدة لا تزيد عن شهرين.
هل يوجد علاج لمرض الحمي القلاعية؟
العلاج الوحيد حتى الان هو العلاج الاعراضى للمرض و يكون التطعيم فقط هو السبيل الوحيد للسيطرة على المرض ، ومن المهم القضاء على الفيروس بالكشف المبكر وعزل الحيوان المصاب و تقيد حركة الحيوانات المصابة (إلى جانب تدابير المكافحة التكميلية الأخرى مثل التنظيف والتطهير) .
تضع الدولة خططا استراتجية مفصلة ونهجًا شاملاً لإدارة حالات الطوارئ المتعلقة بصحة الحيوان والتي تهدف لضمان توفرالقاحات القادرة لصد المرض وعند وجود حالات اشتباه اصابة بمرض الحمى القلاعية ، فالابد من أخذ عينات على الفور وارسلها إلى المختبر لتاكيد التشخيص و يتم مراجعة صلاحية بعض الاختبارات الحلقية السريعة والتى يمكن ان تساهم فى سرعة اكتشاف المرض،