تعتبر الزرافة إحدى الثدييات الأفريقية المميزة، حيث تُصنف كأطول الحيوانات البرية على الإطلاق، ورغم ارتباطها الوثيق بالأبقار والغزلان، فقد تم تخصيص فصيلة مستقلة لها تُعرف بفصيلة الزرافيات.
ويُعد الأوكابي أقرب الحيوانات إليها من حيث التشابه، حيث تنتشر الزرافة في المناطق الممتدة بين تشاد وجنوب قارة أفريقيا، وفي هذا التقرير، نستعرض لكم معلومات غريبة ومدهشة وغير مألوفة عن الزرافة.
معلومات غريبة عن الزرافة
الزرافة تُعد أطول الكائنات الحية، ويمكن التعرف عليها بسهولة بفضل عنقها الطويل. يتراوح ارتفاع ذكور الزرافة بين 4.6 و6 أمتار تقريبًا، في حين تكون الإناث أقصر نسبيًا، إذ يتراوح طولها بين 4 و4.8 أمتار.
يصل وزن ذكر الزرافة البالغ إلى ما بين 800 و930 كيلوجرامًا، بينما يتراوح وزن الإناث بين 550 و1180 كيلوجرامًا. كما تتميز الزرافة بحوافر كبيرة قد يبلغ قطرها حوالي 12 بوصة.
للزرافة أيضًا أطول ذيل بين الحيوانات البرية، حيث قد يصل طوله إلى 2.4 متر. وإضافة إلى طولها البارز، تُصنف الزرافة ضمن أثقل الكائنات البرية. إذ يزن ذكر الزرافة حوالي 1900 كيلوجرام، في حين أن الإناث أقل وزنًا، ونادرًا ما يتخطى وزنها نصف ذلك.
الأرجل الأمامية للزرافة أطول من الأرجل الخلفية بنسبة 10% تقريبًا، مما يمنحها مظهرًا مميزًا يجعلها تبدو وكأنها متجهة نحو الخلف.
تعيش الزرافات في السافانا والغابات المفتوحة والمراعي، وتركز بشكل خاص على المناطق الخصبة التي تنتشر فيها أشجار وشجيرات السنط. معظم أعدادها توجد في مناطق شرق أفريقيا، إضافة إلى زامبيا، أنجولا، وجنوب غرب أفريقيا.
على الرغم من أن الزرافة غالبًا ما تُعرف بهدوئها وصمتها، إلا أنها قادرة على إصدار أصوات مثل الشخير أو النخر، خاصةً عند مواجهة الأسود أو في حالات الطوارئ.

الحمية الغذائية للزرافة
تعيش الزرافة في بيئات متنوعة تختلف فيها وفرة الموارد الغذائية على مدار العام. خلال موسم الجفاف، تعتمد الزرافة بشكل أساسي على أوراق الأشجار الخضراء، بينما تتحول مع بداية موسم الأمطار إلى تناول السيقان والأوراق الجديدة التي تنبت على الأشجار المتساقطة. تساعدها ألسنتها الطويلة بفاعلية في سحب الأغصان والفروع. وقد يصل استهلاك الزرافة البرية إلى حوالي 66 كجم من الغذاء يوميًا.
وعند وجود خيارات غذائية، تختلف طريقة تناول الطعام بين الذكور والإناث. تركز ذكور الزرافة على الأوراق الموجودة في أعلى الفروع، بينما تنحني إناث الزرافة لتتناول الطعام من المناطق القريبة من الأرض. هذا السلوك المميز يسمح بتحديد جنس الزرافة من مسافة بعيدة بناءً على وضعيتها أثناء الأكل. وبالإضافة إلى ذلك، تميل ذكور الزرافة إلى التجوال في الغابات الكثيفة، على عكس الإناث التي تتفادى هذا السلوك.
تشرب الزرافة كميات كبيرة من الماء، مما يمنحها القدرة على البقاء لفترات طويلة في المناطق الجافة أثناء بحثها عن الطعام.
تمتلك الزرافة شفاهًا غليظة وسميكة لحماية فمها من الإصابة أثناء مضغ الأشواك والأغصان. أما في الأسر، فتتغذى الزرافة غالبًا على البرسيم، القش، التفاح، الكريات، الجزر، والموز.
سلوك الزرافة
تعيش إناث الزرافات غالبًا ضمن قطعان يتكون كل منها من عشرة أفراد أو أكثر، وينضم إليهن أحيانًا عدد قليل من الذكور ذات الأعمار الصغيرة. أما الذكور البالغون، فغالبًا ما يعيشون بشكل منفرد أو في مجموعات محدودة تتألف من ذكور أخرى بالغة.
ومن الجدير بالذكر أن الزرافات تمتلك حرية الانضمام إلى القطيع أو مغادرته في أي وقت ودون سبب محدد.
– قد يبدو للبعض أن انتشار الزرافات عبر مساحات واسعة يحد من تواصلها مع بعضها البعض، لكن هذا غير صحيح. فالطول البارز للزرافة يمنحها ميزة رؤية أفراد نوعها الآخرين حتى من مسافات بعيدة، مما يساعدها على الحفاظ على تواصل غير مباشر.
– تقضي إناث الزرافة أكثر من 12 ساعة يوميًا في الرعي، مقارنة بالذكور التي تقضي حوالي 43% فقط من وقتها في التغذية، حيث توزع وقتها بين أنشطة أخرى.
– خلال الليل، وبخاصة بعد حلول الظلام وحتى قبل الفجر، تميل الزرافات إلى الاستلقاء لفترات طويلة. اللافت أن الزرافة لا تستلقي على الأرض خلال النهار إلا نادرًا، وعندما تستلقي فإنها تطوي أرجلها أسفل جسدها مع إبقاء رأسها مرفوعًا. أما خلال النهار، فقد تأخذ قسطًا من الراحة أو النوم وهي في وضع الوقوف.
– ذكور الزرافة تخصص نحو 22% من يومها للتجوال، مقارنة بـ13% فقط لدى الإناث. ويُلاحظ أن ذكور الزرافة تستخدم معظم وقتها المتبقي في البحث عن الإناث بغرض التزاوج.
لا يوجد زعيم محدد بين أفراد قطيع الزرافات، ولكن الزرافات التي تعيش بأسلوب انفرادي لا تنفصل تمامًا عن القطيع. فهي تبقى على ارتباط وتساعد إناث القطيع في رعاية صغار الزرافات.
– يعد السلوك المعروف بالمبارزة من أبرز سمات الزرافات، وهو يحدث بين الذكور للتنافس على الإناث بغرض التزاوج. تبدأ المبارزة عندما يقترب ذكران من بعضهما البعض ويشابكان أعناقهما في حركة تُعرف بـ”المعانقة”، وهي وسيلة تتيح للإناث تقييم قوة وحجم كل ذكر.
– في أحيان كثيرة، تكون المعانقة كافية لإظهار الهيمنة، ولكن في بعض المواقف قد لا تكفي. حينها تنتقل المنافسة إلى مستوى آخر، حيث يتبادل الذكور الضرب باستخدام رؤوسهم، مستفيدين من القرون الصغيرة الموجودة عليها. يُقوّس كل ذكر ساقيه ويتأرجح برأسه بقوة أثناء المواجهة.
– ينتهي النزال بفوز الذكر الذي يتمكن من توجيه ضربة قوية تطيح بخصمه على الأرض، أو قد تنتهي المعركة بانسحاب أحد المتنافسين.
تزاوج الزرافات
يمكن أن يحدث موسم التزاوج لدى الزرافات في أي وقت من السنة، إلا أن الزرافات البرية غالبًا ما تفضل التزاوج خلال مواسم محددة.
تبلغ الزرافات في الأسر مرحلة النضج الجنسي عندما تصل إلى عمر 3 إلى 4 سنوات تقريبًا، بينما يتأخر النضج الجنسي في الزرافات البرية حتى يتراوح العمر بين 6 و7 سنوات، حيث تكون الإناث الأكبر سنًا مؤهلات للتعامل مع متطلبات الحمل والولادة.
عندما تستعد الأنثى للتزاوج، تبدأ الذكور بالمنافسة فيما بينها للحصول على فرصة الاقتراب منها. ومع ذلك، لا يتم التزاوج إلا بموافقة الأنثى.
تستمر فترة حمل أنثى الزرافة ما بين 13 إلى 15 شهرًا. وعند اقتراب موعد الولادة، تنتقل الأنثى إلى منطقة مألوفة تعيش فيها. خلال الولادة، تظل الأنثى واقفة على أرجلها الأربع، ويسقط المولود الجديد على الأرض. ومن اللافت أن هذا السقوط نادرًا ما يؤدي إلى إصابة الصغير.
عادةً ما يستطيع عجل الزرافة حديث الولادة الوقوف خلال 20 دقيقة فقط من ولادته، ويتغذى بسرعة على حليب أمه. وبعد ساعة، يمكنه الحركة، ويبدأ في الجري بعد يوم واحد فقط.
عند الولادة، يصل طول صغير الزرافة إلى حوالي مترين، ويزن ما يتراوح بين 47 و70 كجم. خلال الأسبوع الأول، يزداد طوله بمقدار 3 سم يوميًا. في العام الأول من عمره، قد يتضاعف طوله، ويتم فطامه ويصبح مستقلاً عندما يبلغ عمر 15 شهرًا.
Comments are closed.