ift

د نسمة رشيد تكتب: مرض الكوكسيديا في الحمام

باحث أول معهد بحوث الصحة الحيوانية معمل المنصورة الفرعيتخصص باثولوجيا – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

يربي الحمام لجمال شكله وللحصول علي إنتاجه من اللحم حيث يمتاز بارتفاع القيمة الغذائية لبروتين لحمه ويعتبر الحمام ذو أهمية إقتصادية كبيرة حيث يفوق الطيور الأخري من حيث سهولة تربيته وقلة التكاليف فيمكن تربيته في أبراج أو أعشاش تقام فوق بعضها .

ولا يحتاج الحمام إلي استخدام المفرخات أو الحضانات لأن آباء الحمام تقوم بدور التفريخ والحضانة. ويعتبر العائد الإقتصادي لتربية الحمام كبير بالمقارنة بالطيور الأخري ويرجع ذلك إلي :

تسويق وذبح الحمام في مدة حوالي 30 يوم من تاريخ الفقس وهي مدة قصيرة بالمقارنة بالطيور الأخري وانخفاض تكاليف تغذية الحمام حيث تقل أسعار أعلاف  الحمام بالمقارنة بأسعار أعلاف الدواجن. يمكن للحمام أن يضع البيض في سن 5-6 أشهر ويبيض الحمام بعد مرور 12 يوم من التزاوج ويختلف ذلك إختلاف بسيط من نوع لآخر. تكون فترة الحضانه من 17-19 يوم لكنها قد تختلف تبعاً لأنواع الحمام و إختلاف درجة الحرارة.

يعتبر الحمام ثروة داجنة تساهم في زيادة الإنتاج الحيواني بإستخدام لحومه للإستهلاك الآدمي. قد تتعرض مشاريع إنتاج الحمام لأخطار الإصابة يالأمراض المختلفة مما يؤثر علي إنتاجها وبالتالي علي أرباحها.

ويرجع سبب زيادة التعرض للإصابة بالأمراض إلى الخصائص التي يتمتع بها الحمام ومنها الطيران الحر وسهولة الإنتقال من برج إلى آخر أو من مزرعة إلى أخرى مما يسهل المخالطة مع قطعان أخرى وكذلك تواجد الأعمار المختلفة معاً وزيادة كثافة تسكين الحمام في المتر المربع الواحد ولذلك يجب إجراء الفحص الدوري وإجراء النظافة والتطهير المستمرللحفاظ علي صحة القطيع ومن هنا نستعرض مرض الكوكسيديا في الحمام والذي يسبب خسائر إقتصادية كبيرة وكيفية المكافحة والوقاية منه.

يعتبر مرض الكوكسيديا في الحمام من الأمراض الطفيلية التي تصيب الجهاز الهضمي وهو منتشر في قطعان الحمام ويسببه طفيل أولي يسمى الأيميريا (Eimeria) يعيش في الأمعاء الدقيقة.

يعتبر طفيل الأيميريا من أكثر الطفيليات شيوعاً في قطعان الحمام ويوجد منه 3 أنواع هم :

أيميريا لابيانا (Eimeria labbeana) وأيميريا كولمبي (Eimeria columbae) وأيميريا تروبيكاليس (Eimeria tropicalis).

يصاب الحمام السليم بالعدوي بعد أن يتناول الغذاء أو الماء الملوث بالحويصلات الناضجة المعدية التي تخرج مع زرق الحمام المصاب حيث يتكسر جدارها داخل الأمعاء ليخرج ما بداخلها من أطوار تخترق الخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة لتمر بعدة أطوار مختلفة بداخلها مسببة تلف للغشاء المبطن للأمعاء ثم تؤدي في النهاية لإفراز الحويصلات الغير ناضجة لتخرج مع الزرق بعد 4-7 أيام من بداية العدوى. تحتاج الحويصلات الغير ناضجة إلي فترة من 2-4 أيام لتصبح ناضجة وقابلة للعدوي حسب الظروف البيئية الخارجية من درجة حرارة ورطوبة وتوفر الأكسجين.

توجد صورتان من مرض الكوكسيديا :

الشكل الأول للمرض:

وهو بدون أعراض وهو شائع الحدوث وتتكون لدى الحمام مناعة ضد العدوى بعد هضم كميات قليلة من الحويصلات المعدية لأول مرة. ويرجع عدم ظهور أعراض المرض إلى استجابة الجهاز المناعي للطائر عند دخول الطفيل وهذه المناعة تزداد و تقوى مع تناول كميات ثابتة من مستويات منخفضة من الحويصلات المعدية ويستطيع معها الحمام التعايش بصورة متكافئة في وجود هذا الطفيل. هذه المناعة المتكونة تحمي الحمام من ضراوة المرض.

الشكل التاني للمرض:

وهو الصورة الحادة يصاحبها اضطراب شامل وشديد الضراوة حيث يظهر مرض الكوكسيديا بصورته الكاملة ونجد هذه الصورة في الزغاليل الصغيرة التي لم تكتمل أجهزتها المناعية بذلك تكون إصابتها بالعدوى بمجرد تناولها عدد كبير من هذه الحويصلات المعدية. كما أن الحمام الكبير يمكن أن يصاب عندما تقل مناعته ضد المرض أو يتعرض لعوامل ضاغطة.

أعراض مرض الكوكسيديا في الحمام:

في الشكل الأول :

تكون بدون أعراض. نلاحظ أن الطيور المصابة بالمرض تبدو ظاهرياً سليمة بالرغم من قلة حيويتها و يكون الزرق في بعض الأحيان ليناً.

في الشكل الثاني:

يلاحظ أن الحمام المصاب تنبعث منه رائحة كريهة ويصاب بإسهال قد يكون مخاطي او يأخذ اللون الأخضر وأحياناً أخرى يكون مدمم. كما يلاحظ خمول الحمام ويكون نافشاً ريشه و يشرب الماء بغزاره مع قلة إستهلاك العلف.

تشخيص مرض الكوكسيديا في الحمام

في الشكل الأول يمكن مشاهدة عدد قليل من الحويصلات في الزرق.

في الشكل التاني نجد أن محتويات الأمعاء تعطي صورة متوسطة من عدد الحويصلات أو صورة شديدة من العدوى.

الفحص الهستوباثولوجي:

نلاحظ وجود إلتهابات مع ظهور بعض الحويصلات والأطوار المختلفة لطفيل الأيميريا وارتشاح لخلايا الدم البيضاء كما نلاحظ إختفاء الشكل الطبيعي للأمعاء وتآكل جزء من النسيج المبطن للأمعاء ووجود بعض النزف.

صورة لأمعاء الحمام المصابة بالكوكسيديا توضح الإلتهاب والنزف للغشاء المخاطي.

صورة للأمعاء توضح الضرر والنخرفي خلايا الأمعاء مع إرتشاح خلايا الدم البيضاء

المكافحة والوقاية من المرض:

من المعروف أن الوقاية خير من العلاج فالعناية والرعاية الكافية للحمام أسهل في منع المرض عن معالجته وأن الإهمال في الأخذ بكل أو بعض الأسس اللازمة للتربية الجيدة يؤدي إلي حدوث المرض و فيما يلي بعض أسس المكافحة والوقاية من المرض:

1- يجب أن تكون مساكن الحمام جافة ومعزولة عن التغيرات الفجائية في الطقس.

2- مراعاة أن تكون مساكن الحمام جيدة التهوية ومعرضة للشمس.

3- الحرص على أن يكون مخلوط العلف جافاً ونظيفاً ومتاحاً للطيور بطريقة تمنع تلوثه وبعثرته.

4- مراعاة أن تكون مياه الشرب نظيفة ومتواجدة بإستمرار أمام الطيور وبطريقة تمنع تلوثها.

5- إجراء عمليات النظافة والتطهير اللازمة بصفة دورية لمنع نمو الجراثيم والطفيليات المختلفة.

6- تجنب تزاحم الحمام في أماكن تربيته.

7- فحص الطيور وأعشاشها بصفة دورية للتأكد من عدم وجود طفيليات أو حشرات وعزل الطيور المصابة وعلاجها لمنع إنتشار المرض بين باقي الطيور وذلك بمعرفة الطبيب البيطرى لتشخيص ووصف العلاج المناسب.

8- يمكن إضافة مضادات الكوكسيديا مع العليقة مثل الأمبروليوم.

9- الحرص علي جفاف الفرشه بشكل مستمر وإزالة أى أجزاء مبتله وإضافة بعض المواد إليها التى تمتص الرطوبة.

10- عدم تربية أعمار مختلفة فى نفس مكان التربية.

11- تجنب تعرض الحمام للعوامل المجهدة المختلفة مثل إنخفاض درجة الحرارة أو التجويع والتي تقلل مناعته وتجعله عرضة للأمراض المختلفة.

12- العلاج:

بالنسبة للشكل الأول للمرض لا يعالج الحمام المشتبه في إصابته حتي نحافظ علي الإتزان بين الطفيل والعائل وإعطاء فرصة لتكوين مناعة عند الحمام.

و بالنسبه للشكل التاني من الإصابة وهي الصورة الحادة فإن الحمام المصاب يعالج بمضادات الكوكسيديا لمدة 7 أيام متصلة مع إعطاء الفيتامينات المناسبة وأنواع جيدة من العلف.

 

Comments are closed.