ift

د محمد الشناوي يكتب: المتبقيات الدوائية… خطر داهم يهدد الصحة العامة

باحث أول – معهد بحوث الصحة الحيوانية- المعمل الفرعي بكفر الشيخ – مركز البحوث الزراعية – مصر

في السنوات الأخيرة، أصبح الوعي حول خطورة المتبقيات الدوائية أكثر انتشاراً، مما دفع إلى ضرورة الكشف عنها في الأغذية، خصوصًا تلك ذات الأصل الحيواني. وقد شددت العديد من المنظمات الصحية والدوائية على ضرورة ترشيد استخدام الأدوية، وخاصة المضادات الحيوية في علاج الحيوانات والدواجن.

ما هي المتبقيات الدوائية؟

المتبقيات الدوائية هي المواد النشطة أو الأيضية التي تبقى في أنسجة ومنتجات الحيوانات والطيور بعد معالجتها بالأدوية. يمكن تعريف “فترة سحب الدواء” أو “فترة التحريم” بأنها الفترة الزمنية التي تبدأ بعد إعطاء آخر جرعة من الدواء حتى خروجه تمامًا من جسم الحيوان أو الطائر، أو حتى يصل إلى مستوى آمن للاستهلاك البشري، بحيث لا يؤثر على صحة المستهلك.

العوامل التي تؤثر على المتبقيات الدوائية:

– الاستخدام العشوائي للأدوية: يؤدي إلى تراكم المتبقيات في المنتجات الحيوانية .

– عدم الالتزام بالجرعات المحددة: يؤدي إلى بقاء كميات أكبر من المتبقيات في الجسم.

–  تفاعل الأدوية المختلفة مع بعضها يمكن أن يغير من خصائص الدواء ومدة بقائه في الجسم.

– عدم الالتزام بفترة السحب المحددة بعد إعطاء الأدوية قد يؤدي إلى تواجد المتبقيات في المنتجات الغذائية.

– حالة الحيوان أو الطائر:* قد تؤثر الحالة الصحية والمرضية للحيوانات أو الطيور على كيفية تعامل أجسامها مع الأدوية، مما يزيد من احتمال تواجد المتبقيات.

آثار المتبقيات الدوائية على صحة المستهلك:

– تطوير مقاومة الميكروبات: الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يمكن أن يؤدي إلى تطور سلالات مقاومة من البكتيريا، مما يجعلها أكثر صعوبة في المعالجة.

– ردود فعل تحسسية: قد تتسبب بعض المتبقيات مثل بقايا البنسيلين في حدوث ردود فعل تحسسية لدى بعض الأفراد.

– التسرطن: بعض الأدوية، مثل مضادات الالتهابات، قد تكون مرتبطة بتزايد خطر الإصابة بالتسرطن.

– تشوهات جنينية: يمكن أن تؤدي بعض المتبقيات إلى تشوهات في الأجنة إذا تم تناولها من قبل النساء الحوامل.

– اضطرابات في الميكروبات المعوية: تراكم المتبقيات في الأطعمة قد يؤدي إلى اضطرابات في البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مما يؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي.

عادةً ما تتراكم هذه المتبقيات في الكبد والكلى، وقد تظهر أيضًا في الأنسجة العضلية أو في أماكن حقن الدواء.

إرشادات للمربين لتجنب تواجد المتبقيات الدوائية:

  1. توفير بيئة صحية ونظيفة: تأكد من أن البيئة التي يتم فيها تربية الحيوانات أو الدواجن صحية، مع توفير نظام غذائي متوازن يتناسب مع احتياجاتها.
  2. إنشاء سجلات صحية: يجب تسجيل كل الأدوية التي يتم استخدامها، بما في ذلك اسم الدواء وجرعته ووقت إعطائه للحيوان أو الطائر.
  3. محاربة الأدوية المغشوشة: يجب التأكد من شراء الأدوية من مصادر موثوقة لتجنب استخدام الأدوية المغشوشة أو المنتهية الصلاحية.

دور الطبيب البيطري لتجنب مخاطر المتبقيات الدوائية :

  1. وجود طبيب بيطرى دائم : من الضروري وجود طبيب بيطري في المزرعة لمتابعة الحالة الصحية للحيوانات أو الدواجن بشكل دوري.
  2. الالتزام بالجرعات الموصى بها: تأكد من إعطاء الجرعات المناسبة والالتزام بالفترة الزمنية المحددة لفترة العلاج وفترة السحب بعد آخر جرعة.
  3. عدم استخدام الأدوية بشكل عشوائي: يجب تجنب الاستخدام العشوائي للأدوية واتباع إرشادات الطبيب البيطرى.
  4. الفحص الدوري للمنتجات: يجب فحص المنتجات الحيوانية (لحوم، حليب، بيض) بشكل دوري للتأكد من خلوها من أي متبقيات دوائية.
  5. التوعية والتدريب: يجب توفير نشرات إرشادية للمربين حول مخاطر المتبقيات الدوائية وأهمية الالتزام بفترات السحب الموصي بها.

Comments are closed.