ift

د. علي زناتي يكتب: مرض النيوكاسل في الدجاج في مصر

باحث اول-معهد بحوث صحة الحيوان- مركز البحوث الزراعية- مصر

 

  • المقدمة:

 مرض النيوكاسل هو مرض فيروسي سريع الانتشار يؤدي الى خسائراقتصادية كبيرة نتيجة لإرتفاع نسبة النفوق أوإنخفاض الانتاج وهو منتشر في معظم دول العالم وتختلف ضراوته من بلد الى أخري وتختلف نسبة الإصابة والنفوق حسب نوع عترة الفيروس، وأيضاً قوة الجهاز المناعي والحالة الصحية للطيور فضلاً عن العوامل المحيطة الأخرى. المرض منتشر في معظم دول العالم وفى مصر ويوجد النمط الوراثي أو الجينوتايب ٧ (Genotype VII.1.1) في مصر منذ عام 2011.

  • المسبب المرضي:

 تتكون فصيلة الفيروسات المخاطية (الباراميكسوفيروس) من عشرين نوع مصلي PMV 1-20 يمثل فيروس النيوكاسل النوع الأول PMV-1 (Paramyxovirus-1) أو Avian Orthoavula virus-1 (AOAV-.معزولات النيوكاسل عالميا تم تصنيفها إلى مجموعتين رئيسيتين (الصف الأول والثاني). يتم توزيع فيروسات الصف الأول في العالم على أنها المجموعة الغير ضارة على الاطلاق، وعزلت أساسا من الطيور المائية.

وقد تم تقسيم الصف المرضى الضار الثاني إلى 21 جينوتايب (I to XXI) ويعتبر النمط الوراثي الخامس والسادس والسابع، والثامن من أكثر العترات السائدة المنتشرة في جميع أنحاء العالم. فيروس النيوكاسل هو من الفيروسات أحادية الحمض النووي المغلفة أو المحاطة بغلاف خارجي ويعتبر الجزء الرئيسي المسئول عن الاستجابة المناعية للفيروس هو ال F protein بالإضافة الي هيمأجليوتينين-نيورأمينيديز HN. الطيور العائلة للمرض تشمل الدجاج والرومي: والحمام والنعام : الأكثر عرضه للإصابة. و يعتبر البط والأوز مقاوم او حامل للمرض ولكنه قادر علي نقله بغزاره.

 

  • طرق انتشار عدوى النيوكاسل

تنتقل العدوى من خلال الغذاء والماء الملوث، أيضا ينتقل من خلال الرذاذ في الهواء. كما تنتقل من خلال ملابس العمال وأحذيتهم والمعدات الموجودة بالمزرعة، والأقفاص والسيارات التي تنتقل فيها الطيور. الطيور المهاجرة والحشرات سبب من أسباب انتقال العدوى. شراء العتاد مستعمل. القرب من المسطحات المائية. تكون العدوى بنسبة أكبر بسبب الطيور المهاجرة.

  • ألاعراض المرضية
  • تختلف الاعراض المرضية لفيروس النيوكاسل علي حسب ضراوتها وتنقسم الي:
  1. العترة الضارية: وهي أكثر العترات ضراوة وتتسبب في حالات النفوق العالية وظهور الأوبئة. ويمكن تقسيم هذه العترة إلى ثلاث أنواع على حسب المكان الذي تهاجمه وتتكاثر فيه مسببةً أعراضاً مميزة.
  2. النوع العصبي:

ويظهر في الحالات الحادة ويتسبب بالأعراض العصبية للمرض بعد مدة حضانة تدوم من 4 إلى 6 أيام تظهر أعراض تنفسية أو عصبية ممثلة في ضيق في التنفس وسعال/ أجنحة متدلية على طول الجسم، التواء الرأس والرقبة ثم تبدأ الطيور بالدوران حول نفسه وضعف مع فقدان الشهية.

ظهور إسهال مائي أخضر اللون. توقف جزئي أو كلي لإنتاج البيض والقشرة تصبح خشنة ورقيقة بها زلال مائي شفاف.

تختلف نسبة الإصابة والنفوق بشكل جذري حسب ضراوة الفيروس حيث أن النوع شديد الضراوة (مثل شديد الضراوة الأحشائي من الجينوتايب ٧ Genotype VII.1.1) قد تصل نسبة النقوق فيه الى 90-100% في القطعان الحساسة للإصابة المرضية خاصة قطعان التسمين الغير محصنه ويصل هبوط الانتاج الى 50% في قطعان البياض والأمهات الغير محصن جيدا، وأيضاً قوة الجهاز المناعي والحالة الصحية للطائر فضلاً عن العوامل المحيطة الأخرى يبدأ النفوق بعض ظهور الأعراض مباشرة و يتراوح 5 – 100% مرتبطة بدرجة العدوى بعترة الفيروس، درجة تحصين اللقاح، اجراءات الامن الحيوي وحالة الطيور في العنابر.

  1. النوع التنفسي: يظهر عادةً لفترة بسيطة لتتبعه الإصابة الأحشائية أو العصبية و يميل الفيروس إلى إصابة الحنجرة والقصبات الهوائية وباقي الجهاز التنفسي وتعاني الطيور خلال الإصابة من ضيق في التنفس وانتفاخ في بعض أجزاء الجسم (الرقبة، الوجنتين، محيط العينين) .
  2. النوع الأحشائي: يظهر في الحالات الحادة وتحت الحادة ويميل الفيروس للجهاز الهضمي ويؤدي هذا النوع إلى نفوق الطيور قبل ظهور أية أعراض. ظهر هذا النوع في بعض الدول العربية منذ سنة 1974.
  3. العترة متوسطة الضراوة: هذه العترة قادرة على إحداث أعراض مرضية تنفسية طفيفة.
  4. العترة الضعيفة: هذه العترة غير قادرة على إحداث أي أعراض مرضية ولذلك فهي تستعمل كلقاح للتحصين. ومن الأمثلة على العترة الضعيفة سلالة هيتشر ب 1 وسلالة لاسوتا.
  • الصفة التشريحية : Lesions Gross

تختلف الآفات التشريحية في شدتها وأماكن توضعها ودرجة امتدادها وفقاً للصورة المرضية وحدة الاصابة ، فعندما تكون الاصابة شديدة  الضراوة يكون سير المرض سريعاُ،وبالتالي نادراً ما نشاهد تغيرات مرضية أثناء الصفة التشريحية باستثناء نزف دموي نقطي تحت الجلد  وعلى العضلات والأغشية المخاطية والقلب .

في حالة الإصابة فوق الحادة peracute  فانه من الصعوبة مشاهدة الأعراض التشريحية في الطيور النافقة في الأيام الأولى للمرض ولكن بتقدم المرض تصبح الأعراض ظاهرة في كثير من الأجهزة ” والأعراض المميزة هي : التهابات شديدة في الحنجرة والقصبة الهوائية  مع وجود افرازات مخاطية في القصبة الهوائية وهي التي تسبب صعوبة التنفس والحشرجة . على امتداد الأمعاء وخصوصا في منطقة الاثني عشر تظهر بقع نزفية أو مناطق متنكرزة أو تقرحات وهي أهم الأعراض التشريحية التي يجب أن يتجه اليها النظر والتي تبدأ في الظهور مع بداية المرض وخصوصا عند الاصابة بالعترة الأحشائية الضارية .

التهابات في الحنجرة والقصبة الهوائية حيث يحمر لونها ويشاهد افرازات مخاطية في القصبة الهوائية . في الحالات المتأخرة من المرض تظهر بقع نزفية على المعدة الغدية proventriculus  وقد تمتد في بعض الأحيان فتشمل الجدران الداخلية القونصة . كما تظهر التهابات في لوزتي الأعورين coecal toncil وهذا العرض يظهر مبكرا مع ظهور المرض ويستمر ظهوره بعد انتهاء المرض بمدة طويلة.

وفي النهاية تتحول هذه الالتهابات الى تقرحات تظهر على شكل بقع مستديرة . تتضخم جدران الأكياس الهوائية وتتغيش وبعد انتهاء العدوى يكثر ظهور حالات الإصابة بالمرض التنفسي المزمن CRD وتمتلئ الأكياس الهوائية بترسيبات فبرينية أو أجسام متجبنة .

تحتقن الأجهزة الحيوية بالجسم وخصوصا الكلى والكبد والطحال .  التهابات الأمعاء ويشاهد تقرحات شديدة. في الطيور البالغة يلتهب المبيض وقناة المبيض التهابا شديدا ويتوقف عن النمو وانتاج البويضات كما يظهر ضامرا في بعض الطيور وهذا يفسر سبب انخفاض انتاج البيض وتشوه القشرة أثناء المرض .

  • تشخيص مرض النيوكاسل :
  • أولاً التشخيص الحقلی :

من الأهمية بمكان تشخيص مرض النيوكاسل في وقت مبكر حتى يمكن اتخاذ الاجراءات اللازمة للمقاومة ونظرا لأن التشخيص المعملي يستلزم علي اقل تقدير يومين أو ثلاثة فان هذه المدة وحدها تكفي لتفشي المرض بدرجة يصعب بعدها إجراءات المقاومة  ولذلك فانه يلزم الاعتماد على التشخيص الحقلي المبكر في المزرعة نفسها اعتمادا على الأعراض وعلی الصفة التشريحية  السابق الاشارة اليها وكذلك على بعض خصائص وصفات  المرض وبعض الملابسات التي تصاحبه.

  • ويمكن في هذا المجال مراعاة التاريخ المرضي في حالة ظهور أي أعراض كالتالي:
  • عمر القطيع : كلما صغرعمر القطيع زادت حدة المرض وظهرت الاعراض بوضوح وزاد معدل النفوق .
  • حالة المناعة : يجب مراعاة آخر تحصين تم بالقطيع والمناعة المتوقعة بعد التحصين .
  • اللقاح المستعمل : يجب التأكد معمليا من فاعلية اللقاح المستعمل في آخر تحصين .
  • مدة الحضانة : في حدود 5 – 7 يوم وفي القطعان البالغة قد تمتد لمدة أسبوعيين ولذلك يتوقع ظهور المرض في حدود هذه المدة بعد ظهوره في مكان قريب من مكان التربية كما يلاحظ انخفاض ظاهر في معدل استهلاك العليقة .
  • معدل النفوق : تراقب بيانات النفوق منذ بدء ظهور الأعراض ولمرض النيوكاسل منحنى للنفوق مميز ومشخص للمرض فهو يمتد من 7 – 10 أيام ويبلغ قمته بعد حوالى 3 – 5 يوم من بدايته ثم ينخفض تدريجيا .
  • معدل استهلاك العليقة : أول أعراض المرض عند ظهور هو انخفاض في معدل الاستهلاك اليومي للعليقة وعدم اقبال الطيور على المعالف وبقائها متجمعة في الأركان  وكلما اشتد المرض كلما قل الإقبال على العليقة .
  • تطور الأعراض : يظهر المرض بنظام ثابت متدرج يبدأ بانخفاض استهلاك العليقة ثم ظهور الأعراض التنفسية ثم ظهور اسهال مائي أخضر وتعم الأعراض العصبية وذلك على مدى أسبوع واحد ..
  • معدل انتاج البيض : في القطعان البياضة ينخفض انتاج البيض فجأة وبنسبة كبيرة وتظهر تشوهات على قشرة البيضة واعداد كبيرة من البيض البرشت .
  • مدى تنفيذ الاشتراطات الصحية : اذا لم يتم تنفيذ الاشتراطات الصحية بدقة يجعل ظهور المرض متوقعا في القطيع .
  • ثانيا – التشخيص المعملي :
  • التشخيص الحقلي يجب أن يؤكد بالتشخيص المعملي حتى يمكن التاكد من وجود المرض .. ويجب ارسال عينات بصفة دورية أو حين ظهور الأعراض الى معمل موثوق به لإجراء الفحوص المعملية التي تتم على النحو التالي :
  • ا- تؤخذ عينة من المخ والطحال والرئة والقصبة الهوائية وتعامل بالبنسلين والاستربتومايسين
  • ۲- يتم عمل العزل الفيروسي عن طريق حقن 2,. سم2من هذا المحلول في جنين بيضة فرخة مدة 9 – 10 يوم.
  • 3- يتم عمل اختبارتفاعل البلمرة  المتسلسل في الوقت الحقيقي RT-PCR
  • 4- يمكن عمل اختبار منع التلازن الدموى I H فاذا كان الارتفاع في Titer ارتفاعا شديدا فان ذلك يدل على الاصابة بالعدوى
  • طرق الوقاية من المرض:

يظل التطبيق الصارم لتعليمات الأمان الحيوي أو السلامة البيولوجية هو أهم طرق الوقاية من المرض وتقليل حدته. ومنها علي سبيل المثال ضرورة التخلص من الطيور النافقة بطريقة صحية سليمه ثم التنظيف والتطهير الجيد للعنابر والالتزام بمدة 14-21 يوم فراغ صحي على الأقل قبل إعادة تسكينها.

  • اللقاحات المتاحة لصد الاصابة: يتوفر الآن ثلاثة أنواع من اللقاحات
  1. اللقاحات الحية :(Live vaccines) سلالة هيتشر ب 1 وسلالة لاسوتا.
  2. اللقاحات المثبطة أو الميته Mefluvac NDV: (Inactivated vaccines)
  3. المحملةVaxxitech NDV-IBDV (Recombinant vector vaccines)

وحيث أنه هناك تشابه جينى ومناعى بين عترات النمط الجيني أو الجينوتايب 7 وعترات النيوكاسل عموما (وخصوصا المحضرة من النمط الجيني 2 أو الجينوتايب 2).

هذا وتؤكد كل الأبحاث العلمية علي أن استخدام هذه اللقاحات وتحصينها بكفاءة يؤدي الي نسب حمايه عالية من أعراض المرض والنقوق والآفات التشريحية والباثولوجيه. ويتم عمل برنامج التحصين عن طريق تحصين اللقاحات الحية ثم يتبعها اللقاحات الميتة. او يتم استخدام اللقاح المحمل  ثم يليه اللقاحات الحية. حيث ان معظم برامج التحصين تشمل اكثر من نوع من اللقاحات في نفس دورة التربية.

  • العلاج

لا يوجد علاج. بل هناك لقاحات تقوي جهاز المناعي

Comments are closed.