بقلم الدكتور خالد شوقي أستاذ صحة أغذية – الدكتورة نيروز عادل والدكتورة سارة رجب خليفة –
باحث- المعمل المرجعي لصحة وسلامة الأغذية – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية
تعتبر اﻟﻣﺿﺎدات اﻟﺣﻳوﻳﺔ ومحفزات النمو والعقاقير البيطرية ومنها ﻣرﻛﺑﺎت اﻟﺳﻠﻔﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ في اﻟﻣﺟﺎﻝ اﻟﺑﻳطرى ﺗﻣﺛـﻝ ﻗطـﺎعاً هاماً ﻣن ﻗطﺎﻋﺎت اﻷدوﻳﺔ اﻟﺑﻳطرﻳﺔ وﺗﺳﺗﺧدم ﻫذﻩ اﻟﻣرﻛﺑﺎت ﻓﻰ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ﻋﻠﻰ ﻣدى واﺳﻊ ﻓﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟـــﺔ اﻷﻣـــراض المختلفة وزﻳـــﺎدة ﻣﻌـــدﻻت اﻟﻧﻣـــو ﻓـــﻰ ﺣﻳواﻧـــﺎت الذبيح.
وﺗﻛﻣـــن ﺧطـــورة ﻫـــذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﺿرات ﻓﻰ اﻵﺛﺎر السلبية التي تسببها واﻟﺗﻰ ﻳﻣﻛن ﺗﺣدﻳدﻫﺎ ﻓﻰ خمسة محاور رئيسية وﻫﻰ :
١- وجود بقايا اﻟﻣﺿــﺎدات اﻟﺣﻳــوية أو ﻣرﻛﺑــﺎت اﻟﺳــﻠﻔﺎ بأنسجة الحيوان نتيجة لعلاج اﻟﺣﻳــوان اﻟﻣــرﻳض وذبحه قبل مرور فترة سحب المستحضر من الجسم
٢- ﺗﻌرض المستهلكين لتناول الاغذية ذات الاصل الحيواني التي تحتوي على بقايا المضادات الحيوية ومركبات السلفا يؤدي الى ضعف مقاومة الجسم وانخفاض مستويات المناعة وقابليتهم للاصابة بالأمراض المرتبطة بضعف المناعة كسرطان الأمعاء وتليف الكبد والطحال وأمراض الدم وامراض نقص المناعة العديدة الاخرى.
3- عدم التزام المربيين بالفترات العلاجية المقررة او الاستخدام السيئ والعشوائي للمضادات الحيوية يمكن ان يؤدي الى ظهور سلالات جديدة من البكتيريا التي تكتسب ﻣﻧﺎﻋﺔ وتصبح مقاومة لتأثير تلك المستحضرات البيطرية
4- إﻣﻛﺎﻧﻳﺔ ﺣدوث اعراض ﺣﺳﺎﺳﻳﺔ ﻓﻰ ﺑﻌض اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﻳن ﻟدﻳﻬم ﺣﺳﺎﺳﻳﺔ ﺗﺟﺎﻩ ﻣﺳﺗﺣﺿـر ﻣﻌــﻳن ﻛﺎﻟﺑﻧﺳــﻠﻳن ﻋــﻼوة ﻋﻠــﻰ أن اﻻﺳــﺗﺧدام اﻟﻣﺗﻛــرر ﻟﻬــذﻩ اﻷدوﻳــﺔ ﻓــﻰ اﻟﻣﺟــﺎﻝ اﻟﺑﻳطــرى يحدث اثراً تراكمياً ﻓﻰ أﻧﺳﺟﺔ اﻟﺣﻳوان وأﻋﺿﺎﺋﻪ اﻟداﺧﻠﻳﺔ .
5- ﻣﺗﺑﻘﻳــﺎت اﻟﻣﺿــﺎدات اﻟﺣﻳوﻳــﺔ وﻣرﻛﺑــﺎت اﻟﺳــﻠﻔﺎ ﻓــﻰ اﻟﻠﺣــوم ﻟﻬــﺎ ﺗــﺄﺛﻳر تراكمي ﺳﻣﻰ ﻣزﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻳظﻬر ﻓﻰ ﺻورة ﻓﺷﻝ ﻛﺑدى أو ﻛﻠوى ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﻳد . وقد اعتبرت المنظمات والهيئات الدولية المعنية بسلامة الاغذية ذات الاصل الحيواني كمنظمة الاغذية والادوية (FDA) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) والمفوضية الاوروبية (EC) وهيئة الدستور الغذائي – الكودكس (CODEX) والمنظمة الدولية للصحة الحيوانية (OIE) أن وﺟود ﻣﺛﻝ ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﺑﻘﻳﺎت ﻓﻰ ﻏذاء المستهلك ﺗﻣﺛﻝ ﺧطرا ﻛﺑﻳرا قد يكون ﻏﻳر ﻣﻠﻣوس ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻳـﻪ وان أﻣﻛــن إﺛﺑﺎﺗــﻪ ﺑﻌــد دراﺳــﺎت ﻋدﻳــدة اجريت باستخدام التكنولوجيا المتطورة والتي ﻛـﺎنت ﺳـﺑﺑﺎ مباشراً في ادراج الكشف عن مدى تواجد ﺑﻘﺎﻳــﺎ اﻟﻣﺳﺗﺣﺿــرات اﻟﺑﻳطرﻳــﺔ واﻟﻣﺿــﺎدات اﻟﺣﻳوﻳــﺔ وﻣرﻛﺑــﺎت اﻟﺳــﻠﻔﺎ ﻓــﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت اﻟﺣﻳواﻧﻳــﺔ مع تقدير تركيزاتها بالانسجة ضمن بروتوكولات الفحص المعملي الخاص بصلاحية الأغذية للاستهلاك الادمي .
ويعتبر الكلورامفينكول والنيتروفيوران من أكثر المضادات الحيوية خطورة على صحة المستهلكين، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الاغذية والزراعة (FAO) أن الأول يؤدى إلى الإصابة بالسرطان وتليف الرئة والتقليل من كفائتها وكذلك ضعف عضلة القلب كما يسبب نقص في إنتاج اللحوم التي ينتجها الحيوان … بينما يتسبب المضاد الحيوى النيتروفيوران في الإصابة بالسرطان طبقا لتقرير منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA) ) ومنظمة الأغذية والزراعة
ولمعالجة تلك المخاطر يجب اتباع ما يلي:
- اﻟﺣـﻝ اﻷﻣﺛـﻝ ﻳﻛﻣـن ﻓـﻰ إﺗﺑـﺎع اﻹرﺷـﺎدات البيطرية الصحيحة التي تحدد طريقة اﺳﺗﺧدام ﻛﻝ ﻣﺳﺗﺣﺿردوائي ومدة العلاج وﻓﺗرة السحب من جسم الحيوان واﻟﺗﻰ تقرر اﺳﺗﻧﺎدا الى اﻷﺑﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت الخاصة بكل مستحضر وﻛذﻟك اﻻﺳـﺗﺧدام الامثل وﻋﻧـد اﻟﺿـرورة فقط ﻟﻠﻣﺿـﺎدات اﻟﺣﻳوﻳــﺔ وﻣرﻛﺑــﺎت اﻟﺳــﻠﻔﺎ
- ﺈﻋــداد ﺑــراﻣﺞ ارشادية ﻠﺗوﻋﻳــﺔ العاملين في مجال اﻟﺛروة اﻟﺣﻳواﻧﻳﺔ والداجنة ﻓﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻗطﺎﻋﺎﺗﻬﺎ باﻵﺛﺎر السلبية والمخاطر الناتجة للاﺳﺗﺧدام المفرط والعشوائي للمضادات اﻟﺣﻳوﻳﺔ على صحة المستهلك .
- ﻋدم اﺳﺗﺧدام ﻠﺣـوم الحيوان المعالج ﺑﺎﻟﻣﺿﺎدات اﻟﺣﻳوﻳـﺔ واﻟﺳـﻠﻔﺎ ﻛﻐـذاء ﻟﻺﻧﺳـﺎن الا بعد شفاء الحيوان شفاءً تاماً من الاعراض المرضية وكذلك بعد انتهاء ﻓﺗـرة اﻟﺳـﺣب اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺑﻛـﻝ ﻣﺳﺗﺣﺿـروﻋﻠـﻰ ﺳﺑﻳﻝ اﻟﻣﺛﺎﻝ ﺗﺻﻝ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﻟﻣـدة ٣٥ ﻳوﻣـﺎ ﻋﻧـد اﺳـﺗﺧدام “اﻟﺟﻧﺗﺎﻣﻳﺳـﻳن” ﺑﻳﻧﻣـﺎ ﺗﺻـﻝ إﻟـﻰ ١٠ اﻳــﺎم ﻋﻧــد اﺳــﺗﺧدام اﻟﺳﻠﻔﻛﻳﻧوﻛﺳــﺎﻟﻳن … لذا يجب مراعاة ﺗﺣدﻳــد ﻣﻳﻌــﺎد ذﺑــﺢ اﻟﺣﻳــوان اﻟﻣﻌــﺎﻟﺞ ﺑﻬــذﻩ اﻷدوﻳﺔ بالتزامن مع السحب الكامل لبقايا تلك الادوية ﺣﺗﻰ ﺗﻛون أﻧﺳﺟﺗﻪ ﺧﺎﻟﻳﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣن اﻟﻣﺗﺑﻘﻳﺎت اﻟﺿﺎرة.
- ﻳﺟب أﺗﺑـﺎع إرﺷـﺎدات اﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﻳـﺔ ﻛﻣﻧظﻣـﺔ اﻟﺻـﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﻳـﺔ وﻣﻧظﻣـﺔ اﻷﻏذﻳـﺔ واﻟزراﻋﺔ ﻋﻧد اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺿﺎدات اﻟﺣﻳوﻳﺔ وﻣرﻛﺑﺎت اﻟﺳـﻠﻔﺎ في علاج الحيوان تلافياً لتراكم متبقياتها ﻓﻰ أﻧﺳﺟﺔ اﻟﺣﻳوان.
- ﻓﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ وﻣﻊ ﺗزاﻳد ﺻﻳﺣﺎت اﻟﺗﻧﺑﻳﻪ ﻟﻠﺣﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻟﺑﻳﺋـﺔ واﻟﺻـﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ظﻬـر اﺗﺟــﺎﻩ ﺣــدﻳث ﻟﺗــوﻓﻳر ﻟﺣــوم وﻣﻧﺗﺟــﺎت ﺣﻳواﻧﻳــﺔ خالية من أى ﻣــواد ﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳــﺔ ﺗﺧﻠﻳﻘﻳــﻪ مع الاتجاه الى استخدام المضادات الطبيعية النباتية مما يساعد في تقليل كميات الادوية المستخدمة وبالتالي تقليل بقايا تلك الادوية بالأنسجة الحيوانية للمستويات المقبولة التي اقرتها المنظمات والهيئات الجولية المعنية بسلامة الأغذية وبالتالي حصول المستهلك على منتجات لا تشكل خطورة على الصحة العامة.
Comments are closed.