د زغلول خضر يكتب : كل ما تحتاج معرفته عن الأحماض الأمينية.. من بناء العضلات إلى منظمات الهرمونات

تُعد الأحماض الأمينية اللبنات الأساسية للبروتينات، وهي مركبات عضوية ضرورية لصحة الجسم وقيامه بوظائفه الحيوية على أكمل وجه، فما هي؟ وما هي أنواعها وفوائدها؟ وكيف يمكنك الحصول عليها؟ وهل تسبب أضرار للجسم الحمض الاميني (امينو اسيد Amino acid).

تشارك الأحماض الأمينية في العديد من العمليات الهامة داخل الجسم، بما في ذلك:

• بناء وتجديد الأنسجة: تُستخدم الأحماض الأمينية لبناء وتجديد الأنسجة في الجسم، مثل العضلات والعظام والجلد والشعر.
• إنتاج الإنزيمات والهرمونات: تُستخدم الأحماض الأمينية لإنتاج الإنزيمات التي تحفز التفاعلات الكيميائية في الجسم، والهرمونات التي تنظم وظائف الجسم المختلفة.
• نقل المواد: تُستخدم الأحماض الأمينية لنقل المواد الغذائية والأكسجين والمواد الأخرى في جميع أنحاء الجسم.
• تعزيز وظائف المناعة: تُساعد بعض الأحماض الأمينية على تعزيز وظائف الجهاز المناعي ومكافحة العدوى.

أُطلق اسم الاحماض الامينية على هذه المركبات وذلك وفقًا لتركيبتها الكيميائية؛ إذ أنها تحتوي على مجموعة أمينية أساسية NH2، وأيضا مجموعة كربوكسيل حمضية COOH إضافة إلى مجموعة أخرى حسب نوع كل حمض أميني والتركيبة الكيميائية للأحماض الأمينية

أنواع الأحماض الأمينية

يحتاج الجسم إلى حوالي 20 حمض أميني حتي يمكن اجراء الوظائف الحيوية، ويستطيع الجسم صنع مئات من هذه الأنواع، ولكن هو لا يستطيع صنع 9 أنواع منها، ولذلك يتم تقسيمها إلى 3 مجموعات رئيسية:

1. الأحماض الأمينية الأساسية Essential amino acids.
2. الأحماض الأمينية غير الأساسية Nonessential amino acids.
3. الأحماض الأمينية الشرطية Conditional amino acids.

الأحماض الأمينية الأساسية وهي الـ 9 أنواع التي لا يستطيع الجسم صنعها، وينبغي الحصول عليها من المصادر الغذائية، ولذلك سُميت بالاحماض الامينية الاساسية، وهم:

1. هيستيدين Histidine : والذي يساعد على صنع الناقل العصبي الهيستامين، وله دور مهم جدًا في مناعة الجسم، والنوم، والهضم، والوظائف الجنسية.
2. أيسولوسين Isoleucine: ويدخل هذا في أيض العضلات، وأيضا الوظائف المناعية، وكذلك تصنيع الهيموجلوبين، وتنظيم الطاقة.
3. لوسين Leucine: ويساعد هذا الحمض الجسم في تصنيع بعض الهرمونات مثل وإصلاح الأنسجة العضلية، وتنظيم مستويات السكر في الدم، هرمونات النمو، وشفاء الجروح.
4. ليسين Lysine: وله أيضا دور في الوظائف المناعية، علاوة على دوره في تصنيع الهرمونات، وإنتاج الطاقة.
5. مثيونين Methionine: يساعد هذا في نمو أنسجة الجسم، والأيض، وكذلك التخلص من السموم، وأيضا امتصاص المعادن الأساسية بما فيها الزنك والسيلينيوم.
6. فينيل ألانين Phenylalanine: هذا له دور مهم في إنتاج المواد الكيميائية في المخ مثل الدوبامين والأدرينالين والنورأدرينالين، وأيضا مهم لإنتاج الجسم للأحماض الأمينية الأخرى.
7. ثريونين Threonine: وهذا مهم كذلك لبروتينات الكولاجين والإيلاستين وهي تدخل في تركيبة الجلد والأنسجة الضامة، كذلك له أهمية  للجلطات الدموية وامتصاص الدهون، والوظائف المناعية.
8. تريبتوفان Tryptophan: يساعد هذا الحمض في ضبط مستويات النيتروجين في الجسم، وكذلك يساعد في صنع السيروتونين في المخ ذو الدور البارز في ضبط المزاج، والشهية، والنوم.
9. فالين Valine: وهو مهم لنمو العضلات في جسم الانسان، وإنتاج الطاقة.

الأحماض الأمينية غير الأساسية ينتج الجسم الـ 11 حمض أميني المتبقيين، وهم ألانين alanine، أرجينين arginine، أسباراجين asparagine، حمض الأسبارتيك aspartic acid، سيستين cysteine، حمض الجلوتاميك glutamic acid، الجلوتامين glutamine، الجليسين glycine، البرولين proline، السيرين serine، والتيروسين tyrosine.

الأحماض الأمينية الشرطية ويعد هذا النوع غير مهم إلا في حالات المرض والتوتر، وهم: من الأمينو أسيد غير الأساسية: أرجينين arginine، سيستين cysteine، الجلوتامين glutamine، والتيروسين tyrosine، والجليسين glycine. أحماض أمينية أخرى: أورنيثين ornithine، وبرولين proline، وسيرين serine.

وفيما يلي بعض الأمثلة الموضحة لفوائد هذا النوع غير المتعارف عليه بين الكثير من الناس: حيث يعد الأرجينين نوعًا غير أساسيًا ولكن لا يصنع منه الجسم ما يكفي من أجل الشفاء من الإصابات أو مقاومة بعض الأمراض مثل السرطان، ولذلك يحصل بعض المرضى على بضع المكملات الغذائية التي تحتوي عليه من أجل سد احتياجات الجسم منه في بعض الحالات.

كذلك يحتاج جسم الحوامل إلى عدد من الأنواع مثل الجليسين والأرجنين من أجل دعم الصحة العامة له، وأيضا صحة الجنين.

فوائد الأحماض الامينية

يحتاج الجسم للآحماض الامينية لتصنيع البروتين، وكما أوضحنا لك سابقًا أنه باختلاف ترتيب السلسلة يختلف نوع ووظيفة البروتين، ومن هنا تظهر أهميتها فيما يلي:

• تكسير الطعام وهضمه.
• تصنيع الهرمونات والمواد الكيميائية في الدماغ.
• نمو وإصلاح أنسجة الجسم.
• بناء العضلات وتحسين الأداء الرياضي.
• الحفاظ على صحة الجلد والشعر والأظافر.
• تعزيز الجهاز المناعي.
• منح الجسم بالطاقة.
• الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.

احتياج الجسم من الأحماض الأمينية نظرًا لعدم إنتاج الجسم للأمينو أسيد الأساسية، وأهمية الحصول عليها من الطعام، ينبغي أن تعرف النسب المطلوبة يوميًا، وتختلف المصادر في هذه الأرقام، وفيما يلي أهم ما وُرد فيها بوجه عام عن متوسط الكمية المطلوبة لكل كيلوجرام واحد من الجسم: 10 – 14 مجم.

• إيسولوسين: 19 – 20 مجم.
• ليوسين: 39 – 42 مجم.
• ليسين: 30 – 39 مجم.
• الميثيونين: 10.4 – 19 مجم.
• فينيل ألانين مع التيروسين (من الأحماض غير الأساسية): 25 مجم، ويذكر مصدر آخر الكمية أنها 33 مجم للفينيل ألانين وحده.
• ثريونين: 15 – 20 مجم.
• التربتوفان: 4 – 5 مجم.
• فالين: 24 – 26 مجم.

ملحوظة: يتم حساب احتياج الجسم عن طريق معرفة وزن الجسم ثم ضربه في أي رقم من الأرقام السابقة، فعلى سبيل المثال، إذا كان وزنك 80 كيلوجرام، ولمعرفة احتياج الجسم من الهيستيدين، نقوم بهذه العملية الرياضية البسيطة 80×10= 800 مجم أو 80×14= 1120 مجم، ويمكنك استشارة أخصائي التغذية إذا كنت في حيرة من أمرك.

مصادر الاحماض الأمينية الأساسية

يمكنك الحصول عليها من الأطعمة الآتية: اللحوم مثل الدجاج واللحم البقري والبط والديك الرومي، الأسماك، البيض. منتجات الألبان. الكينوا، الصويا، وتحتوي بعض الأطعمة على بعض الأحماض الأساسية ولكنها لا تحتوي على أخرى، مثل المكسرات والحبوب والبقوليات، فإذا كنت تتبع نظام غذائي نباتي، ينبغي التأكد من الحصول على هذه الأحماض الأمينية التسعة من المصادر الغذائية المختلفة.

هناك عدد من الأضرار ارتفاع الأحماض الأمينية التي قد تحدث عند تعرض الجسم لكميات كبيرة من هذه المركبات، وهناك بعض الأعراض التي تظهر ارتفاع مستوى هذه الاحماض مثل : اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ، ألم في البطن، وكذلك الإسهال، أو انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، وارتفاع خطر الإصابة بالنقرس، وأيضا إجهاد الكليتين.

إذ تعمل بصورة أكبر للحفاظ على التوازن، وتحتوي معظم الأطعمة على كميات آمنة بوجه عام، ولكن ما زال يوجد بعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى استشارة أخصائين للتغذية إذا كانوا يتناولون وجبات ذات كميات كبيرة جدًا من البروتين، أو اذا كانوا يتناولون المكملات الغذائية كالأشخاص الرياضيين على سبيل المثال.

عن كاتب المقال:

د. زغلول احمد خضر

باحث أول بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالمنصورة