باحث أمراض الأسماك – معهد بحوث الصحة الحيوانية بالإسماعيلية – مركزالبحوث الزراعية – مصر
يمثل مشروع الإستزراع السمكي خطوة جادة نحو تحقيق الأمن الغذائي والأكتفاء الذاتي. يتضمن هذا المشروع عدة أساليب مثل الاستزراع في الأحواض المغلقة، والأقفاص العائمة، والمياه المالحة والعذبة، وكل منها يلبي إحتياجات مختلفة.
يُشار إلى أنه مع تحولات الأنظمة الغذائية وإرتفاع الوعى بضرورة تناول طعام يحتوي على البروتين والفيتامينات والأوميجا 3 ، يصبح المشروع الذي بين أيدينا مبادرة مستدامة لإنتاج أنواع وأصناف متعددة من الأسماك في بيئة محكمة السيطرة، مما يقلل من الإعتماد على الثروة السمكية الطبيعية.
وتعتبر التقنيات الحديثة وأساليب التربية المتطورة، يمكن تحسين جودة الأسماك المُنتجة، مما يعزز االإقتصاد المحلي ويخلق فرص عمل جديدة، فضلاً عن الاستجابة الإيجابية للتحديات البيئية .
مفهوم الإستزراع السمكي:
يعتبر الاستزراع السمكي جزء من مصطلح أعم وأشمل هو الاستزراع المائي، ويقصد به تربية أنواع معينة من الأحياء البحرية مثل الأسماك – القشريات- المحاريات- الطحالب البحرية وغيرها، تحت ظروف محكمة من إعاشة وتغذية ونمو وتفريخ وحصاد وجودة مياه وظروف بيئية ملائمة تحت سيطرة الإنسان.
أهمية مشروع الأستزراع السمكي :
تهدف تنمية تربية الأحياء المائية إلى تطوير طعام غذائي غني لإستهلاك الإنسان و توفير مصادر غذائية غنية بالبروتين والمعادن والعناصر الحيوية الأساسية, يوفّر هذا النوع من المشاريع العديد من فرص العمل وخفض معدل البطالة .
و يلعب دوراً مهماً في تعزيز الإقتصاد و السيطرة على الأعشاب المائية والحشرات المضرة للإنسان أو للمحصول و إزالة الأملاح وإعادة إستصلاح التربة وتحقيق مبدأ المقاومة البيولوجية للأمراض و تحقيق إصلاح التربة وإخصابها و التحكم في نمو الأسماك وتكاثرها من حيث الكم والنوع.
العوامل التى يتوقف عليها نجاح مشروع الإستزراع السمكي:
- توفير الظروف البيئية المُناسبة لنوع السمك المُراد تربيته مثل درجات الحرارة، ومستويات الأوكسجين المذاب.
- توفير مستويات ملوحة المياه وحموضتها , مراقبة جودة المياه بشكل منتظم للتأكد من ملاءمتها للأسماك .
- مكافحة الأمراض والآفات التي قد تصيب الأسماك .
- دراسة الطلب على أنواع الأسماك في السوق المحلي.
- توفير أعلاف ذات جودة عالية تُلبي إحتياجات الأسماك الغذائية .
- مراقبة الأسماك بشكل منتظم للتأكد من صحتها وسلامتها .
- مكافحة الأمراض والآفات التي قد تصيب الأسماك.
- كما يجب إعداد دراسة جدوى شاملة لتقييم جدوى المشروع من الناحية الإقتصادية .
- دراسة تكاليف المشروع مثل تكاليف الإنشاء، وتكاليف التشغيل، وتكاليف التسويق مع دراسة الإيرادات المتوقعة من المشروع.
مقومات مشروع الإستزراع السمكي:
تنمية الأستزراع المائى تحتاج إلى عدة مقومات أساسية يجب توافرها حتى تتحقق الكفاءة الإقتصادية لمشروعات هذا النشاط . ومن أهم هذه المقومات:
- توافر المياة والزريعة والأعلاف بالإضافه إلى توفر الخدمات الإخرى المساعدة مثل التسويق والإرشاد والتمويل وغيرها.
- تعتبر المياه من المقومات الأساسية في عملية الأستزراع السمكي على أن تتوفر فيها بعض الشروط وهى متوفرة بشكل دائم ودون إنقطاع و صالحه للأستزراع السمكى و خالية من الملوثات , خالية من مسببات الأمراض .
- قلة تكاليف المياه وتكون مصادرها إما من مياه البحار أو الأنهار أو مياه الآبار.
- إما بالنسبة لزريعة الأسماك تعتبر أحد عناصر الإنتاج المهمة فى الأستزراع المائى ، وتوفيرها بالكميات المطلوبة و فى الاوقات المحددة أحد مقومات الاستزراع الاقتصادى ،
- و يتم توفير المياه لأغراض الإستزراع من مصدرين هما المصايد الطبيعية والمفرخات (المفاقس) .
- وتعتبر المصايد الطبيعية المصدر الرئيسى لزريعة العديد من الأصناف البحرية و من أهمها أسماك البورى . بالإضافه إلى الأعلاف المركزة والمصنعة إحدى المستلزمات المهمة فى رفع معدلات الإنتاج فى المزارع المائية .
- وهناك تنافس بين كل من الإنتاج الحيوانى والداجنى والسمكى على إستخدام الأعلاف بأنواعها المختلفة وتختلف أنواع مكونات الأعلاف من بلد إلى آخر حسب ما يتوفر محلياً .
- وتعتبر الحبوب العلفية و الأمبازات” الكسب ” والردة ” النخالة ” ومسحوق الأسماك ومخلفات المجازر من مسحوق اللحم والعظم والدم والريش وبقايا الدواجن المصنعة طبقاً للشروط و معاير الجوده المكونات الرئيسية لهذه الأعلاف.
- كما يمكن الإشارة أنه يجب إختيار الموقع المناسب للمزرعة السمكية مع مراعاة المواصفات والشروط التي تؤدي لإنجاح المشروع وتقليل التكاليف اللأزمة لمعالجة الأخطاء التي قد تتبين مستقبلا و عند إختيار موقع المزرعة يراعي أن تكون قريبة من مصدر المياه , أن لا يتسرب الماء من خلالها في حال إستخدم الأحواض الترابية , أن تكون بعيدة عن المخلفات الزراعية والآدمية و يكون الوصول إليها سهلاً.
الختام:
إن إنتـاج الأسـماك هـو الهـدف الرئيسـي مـن إنشـاء المـزارع السـمكية وعليـه فإنـه بعـد إكتمال جمع المعلومات وعمل الدراسات اللأزمة لإنشاء المزارع السـمكية فيمـا يختـص بالميـاه والأر ض , يأتي دور الدراسة لإختيار أنواع الأسماك بناء على الظروف والعوامل المتوفرة فى الموقع وكذلك الإستناد إلى دراسات وافية عن طبيعة نوع الأسـماك وسـلوكه وصـفاته العامـة تبعاً للسجل المرضى (أمهات خالية من الأمراض ) التي يمكن معها أن يعيش وينمو طبيعيا، وكذلك أهميته الاقتصـادية.
ومما سبق يتضح أن الإهتمام بالثروة السمكية هى من أبرز الحلول لتحقيق الأمن الغذائى إذا ما أحسن رعايتها والنهوض بها مع تطبيق العناية الصحية اللازمة لحماية الأسماك من الأخطار الناجمة من إصابتها بالأمراض وحمايةالمستهلك من الأمراض التى تنقلها الأسماك وذلك من خلال الأساليب العلمية المناسبة.
Comments are closed.