ift

 مرض إلتهاب الشعب الهوائية المعدى (IB) فى الدواجن

بقلم الدكتورة وفاء عبد الفتاح – باحث بالمعمل المرجعى للرقابة على الإنتاج الداجني – معهد بحوث الصحة الحيوانية

هو مرض فيروسي حاد شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسى العلوى، يصيب الدواجن فقط سواء كانت هذه الدواجن دواجن تسمين او دجاج بياض وذلك في أي عمر ويسبب هذا المرض مشاكل تنفسية مصحوبة بأعراض تنفسية بالاضافة الى مشاكل كلوية نتيجة الاصابة ببعض السلالات من هذا الفيروس كما يسبب مشاكل تناسلية في الفراخ . ويسبب هذا المرض  خسائر اقتصادية خطيرة لانه يسبب نسبة نفوق عالية في القطيع كما يسبب انخفاض شديد فى معدل انتاج البيض و كذلك جودة البيض المنتج .

المسبب و وبائية المرض:

يسبب هذا المرض فيروس جاما كورونا من عائلة الكورونا (Coronaviridae) وهذا الفيروس يسبب المرض فى الدواجن فقط كما أن هذا الفيروس يتميز بأن له قدرة عالية علي التحور واحداث الطفرات وله عدد من العترات .

وعلى الرغم من ذلك تم العثور على هذا الفيروس أيضًا في طيور الطاووس و الدراج مصابة بالعدوى دون السريرية. و هذا الفيروس منتشر في جميع أنحاء العالم. و يوجد العديد من أنواع المستضدات التي يمكنها الانتشار في منطقة معينة.

بعض أنواع هذا الفيروس منتشرة على نطاق واسع، في حين أن البعض الآخر إقليمي. ينتشر هذا الفيروس عن طريق الخروج في إفرازات الجهاز التنفسي والبراز للدجاج المصاب ، و يمكن أن ينتشر هذا الفيروس عن طريق استنشاق جزيئات الفيروس المعلقة فى الهواء، وكذلك عن طريق تناول الأعلاف والمياه الملوثة بجزيئات الفيروس، كما يمكن أن تحدث الاصابة بهذا المرض عن طريق لاتصال بالمعدات والملابس الملوثة بجزيئات هذا الفيروس. قد يفرز طيور الدجاج المصاب طبيعيًا بهذا المرض الفيروس و كذلك الطيورالمحصنة بـاللقاح الحى لهذاالفيروس بشكل متقطع لمدة تصل إلى 20 أسبوعًا بعد الإصابة أو التحصين .

فترة حضانة المرض:

وهي الفترة من دخول الفيروس الى جسم الطائرو حتى ظهور أول الاعراض وهى تتراوح ما بين 24 و48 ساعة، وتستمر ذروة إفراز الفيروس من الجهاز التنفسي بعد 3 إلى 5 أيام من الإصابة.

طريقة الاصابة بالمرض:

اولا العدوي الأفقية:

تحدث العدوى افقياعن طريق:

1- استنشاق الطيور للهواء المحمل بجزيئات الفيروس .

2- تناول العلف او المياه الملوثة بزرق الطيور المصابة المحتوى على جزيئات الفيروس .

3- المعدات والعربات التي تدخل المزرعة حاملة الفيروس من مزارع اخري بها اصابات .

4- الاتصال المباشر بين الطيور المصابة والسليمة فى نفس القطيع .

ثانيا العدوي الرأسية:

 تحدث العدوى الرأسية عن طريق:

تلوث قشرة البيض بالفيروس اثناء وجوده في المفرخة او عند نزول البيضة من الام فتتلوث بالزرق او فضلات الام اذا كانت مصابة بالمرض او حاملة له فينتقل الي البيضة فينتشر الفيروس في المفرخة بين الكتاكيت الفاقسة .

ضراوة  أو شدة المرض  و أجهزة الجسم المستهدفة:

تعتمد شدة المرض و كذلك أحهزة الجسم المستهدفة على:

1- سلالة الفيروس المحدث للمرض.

2- العمر والسلالة والحالة المناعية  و كذلك النظام الغذائي للطيور.

3- التعرض للاجهاد نتيجة الانخفاض الشديد فى درجة الحراة داخل العنبر.

4- بالإضافة إلى ذلك، فإن العدوى المتزامنة مع الميكوبلازما جاليسيبتيكوم، الميكوبلازما ساينوفى ، والميكروب القولونى العصوى، و/أو أفيباكتريوم باراجاليناروم يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المرض.

أعراض المرض :

صل نسبة الإصابة بالمرض في القطعان المصابة بالتهاب الشعب الهوائية المعدي إلى 100% عادةً. و تختلف أعراض هذا المرض علي حسب:

1- العمر الذي يصاب فيه الطيور.

2- نوع الطيور (تسمين او بياض) .

3- نوع العترة اللي يصاب بها الطيور.

4- كمية الفيروس اللي دخلت الجسم.

5- ايضا الحالة المناعية للقطيع .

6- الى أى مدي يتم تطبيق اجراءات الامان الحيوي في المزرعة .

أولا: الصورة التنفسية:

1- قد تسعل الكتاكيت وتعطس مع حدوث صوت صرخة (طشمة) وتصاب بخرخرة القصبة الهوائية لمدة 10-14 يومًا.

2- التهاب ملتحمة العين و أحيانا تورم الوجه مع وجود افرازات من الجيوب الأنفية، خاصة مع العدوى البكتيرية المتزامنة للجيوب الأنفية.

3- ضيق التنفس نتبجة  وجود افرازات متجبنة متجمعة في أخرالقصبة الهوائية و قد تمتد الى الشعب الهوائية و الرئتين مما يسبب  اختناق ونفوق للطائر.

4- قد تبدو الكتاكيت فى حالة كشاشان وتتجمع تحت مصابيح الحرارة.

5- يقل معدل استهلاك العلف ويقل  الوزن.

6- يمكن أن تسبب العدوى بالسلالات المسببة للأمراض الكلوية علامات تنفسية أولية، ثم لاحقًا كششان، وتطاير الريش، وفضلات رطبة، وزيادة تناول الماء، والوفاة.

ثانيا: الصورة الكلوية:  Hot broiler disease :

فيحدث احتقان شديد في الكليتين ثم يحدث ترسيب للاملاح في الكلي وفي النهاية تؤدي الي فشل كلوي وتظهر هذه الصورة في دجاج التسمين اكثر من الدجاج البياض خصوصا من عمر 2 الي 6 اسابيع .

ثالثا: الصورة التناسلية:

1- تظهر الصورة التناسلية للمرض بصورة كبيرة في قطعان الامهات وكذلك قطعان الدجاج البياض وذلك عند اصابة قناة البيض بالعترة التناسلية للفيروس وتختلف الخطورة حسب عمر الاصابة.

2- حدوث الاصابة بالمرض فى الطيور وهي صغيرة فى العمرمما قد يؤدى الى تأخر الدجاج في عملية البلوغ الجنسي و عدم وصوله للقمة فى عملية الانتاج.

3- حدوث الاصابة للطيور قبل عمر الانتاج أى  قبل عملية  التبشير بالبيض عند عمر 12 الي  20 اسبوعيؤدى الى حدوث تشوهات في  قناة البيض مما يثؤدى الى انتاج بيض صغير وبيض مشوه .

4- اثناء فترة انتاج البيض يحدث انخفاض في انتاج البيض بنسبة تتراوح ما بين 20 الي 50 % و قد تصل الى تصل إلى 70٪ ويستمر هذا الانخفاض فى الانتاج تتراوح ما بين  4 – 6 اسابيع، وغالبًا ما يكون البيض مشوهًا، بقشرة رقيقة وناعمة ومتجعدة وخشنة و/أو شاحبة، ويمكن أن يكون أصغر حجمًا ويحتوي على زلال مائي و بدون قشرة. يمكن أن يعود إنتاج البيض وجودته إلى طبيعته، ولكن قد يستغرق ذلك ما يصل إلى 8 أسابيع.

5- فى معظم حالات تفشي المرض، يبلغ معدل الوفيات حوالي 5٪، و على الرغم من ذلك  فان معدلات الوفيات يمكن أن تصل إلى 60٪ عندما يكون المرض معقدًا بسبب العدوى البكتيرية المتزامنة أو عندما تحفز السلالات المسببة للأمراض الكلوية التهاب الكلية الخلالي في الكتاكيت.

6- قد تسبب إصابة الكتاكيت ضررًا دائمًا لقناة البيض، مما يؤدي إلى عدم وصول الدجاج البياض أو المربيات إلى المستويات الطبيعية للإنتاج، وهو ما يسمى بمتلازمة الطبقة الكاذبة.

الصفة التشريحية (العلامات المرضية):

1- بالنسبة للجهاز التنفسي، قد تحتوي القصبة الهوائية للطيور المصابة  والجيوب الأنفية والممرات الأنفية على إفرازات مصلية أو نزفية أو تجبنية، وتكون الأكياس الهوائية عبارة عن إفرازات رغوية في البداية، وتتطور إلى سماكة غائمة. إذا كانت معقدة بسبب الإصابة بالميكروب القولونى العصوى، فقد يكون هناك التهاب الحويصلات الهوائية التجبني، والتهاب حوائط الكبد، والتهاب التامور.

2- الطيور التى تحدث بها اصابة المصابة عندما تكون صغيرة جدًا قد يكون لديها قنوات بيض كيسية، في حين أن الطيور المصابة الطيور التى تحدث بها اصابة أثناء فى عمر انتاج البيض لديها قنوات بيض قليلة الوزن والطول وضمور المبيضين.

3- تؤدي العدوى بالسلالات المسببة للأمراض الكلوية إلى تورم الكلى وشحوبها، مع انتفاخ الأنابيب والحالب باليورات؛ و  في حالة الطيور المصابة بانتاج حصوات بولية، قد ينتفخ الحالب باليورات ويحتوي على حصوات بولية، وقد تصاب الكلى بالضمور.

طرق يشخيص المرض:

1- الكشف عن ارتفاع مستوى الأجسام المضادة باستخدام اختبار (Enzyme-linked immunosorbent assay) الامتصاص المناعي المرتبط بالإنزيم  (الاليزا ELISA) أو اختبار تثبيط التراص الدموي (HI) Haemagglutination Inhibition Test والكشف عن الفيروس باستخدامPCR )  (Reverse transcription polymerase chain reaction  اختبار البلمرة المتسلسل للنسخ العكسى و التسلسل.

2- فى حالة الاصابة بالصورة التنفسية يجب أن تجرى بعض الاختبارات المعملية التأكيدية لتأكيد أنها ترجع الى الاصابة بمرض التهاب الشعب الهوائية المعدى و ذلك بسبب التشابه مع الاصابات التنفسية الخفيفة التى تسببها أمراض أخرى مثل الاصابة بفيروس مراض النيوكاسل، الاصابة  بفيروس مراض الرئوي الفوقي المعدى و الاصابة بفيروس مرض التهاب الحنجرة والقصبة الهوائية المعدي، و كذلك الاصابة بالميكوبلازما، وأفيباكتريوم باراجاليناروم .

3- يمكن استخدام ظاهرة الانقلاب المصلي أو ارتفاع مستوى الأجسام المضادة ضد التهاب الشعب الهوائية المعدى IBV بواسطة استخدام الاليزا ELISA، أو تثبيط التراص الدموي أو اختبارات معادلة الفيروس للتشخيص عندما يكون هناك تاريخ من أمراض الجهاز التنفسي أو انخفاض معدلات انتاج البيض.

4- يعتمد التشخيص النهائي بشكل عام على اكتشاف الفيروس وتحديد هويته. يمكن عزل الفيروس عن طريق حقن مخلوط متجانس من أنسجة القصبة الهوائية أولوزتين الأعور و/أو أنسجة الكلى في أجنة بيض دجاج محضنة خالية من مسببات الأمراض، عمرها من 9 إلى 11 يومًا و يتم التعرف على نمو فيروس التهاب الشعب الهوائية المعدى IBV عن طريق حدوث تقزم للأجنة وتجعدها وترسب اليورات في الكلية ، مع حدوث وفيات متباينة للأجنة.

5- بدلاً من ذلك، يمكن عزل فيروس التهاب الشعب الهوائية المعدى IBV في مزارعة نسيجية من أنسجة القصبة الهوائية، مع الإشارة إلى نمو الفيروس عن طريق توقف الحركة الهدبية للأهداب.

6- فى بعض الأحيان يلزم تمريرالفيروس مرات عديدة  لعزل بعض العترات الحقلية.

7- يتم تأكيد التشخيص عادة باستخدام فحوصات البلمرة المتسلسل للنسخ العكسى PCR للكشف عن الحمض النووي الريبوزى الفيروسي في مستخلصات الحمض النووي من القصبة الهوائية، لوزتين الأعور، أو أنسجة الكلى.

طرق السيطرة على المرض :

الوقاية من المرض:

1- تطهير العنبر جيدا قبل بدء دورة التربية باستخدام مطهرات شديدة مع تطبيق كافة اجراءات الامان الحيوي عند استقبال الكتاكيت والاعلاف وعربات النقل والعمال حتى نمنع دخول اي عدوي للمزرعة او ننشر عدوي من المزرعة لمزارع أخرى.

2- استخدم روافع مناعة وأدوية غسيل كلوي ومنشطات الكبد بصورة دورية منتظمة خلال

ادورة التربية.

3- التحصين باستخدام اللقاحات الحية المضعفة والميته للسيطرة على المرض، ولكن نظرا لأن الصد المناعى المتبادل بين الأنماط المسببة للمرض قليل أو معدوم لذلك يتطلب استخدام  نوع اللقاح الصحيح لمنع حدوث المرض ولكن اذا ظهر المرض في الفراخ لا ينفع التحصين . قد يؤدي استخدام اللقاحات الحية المضعفة في التحصين إلى ظهور أعراض تنفسية خفيفة. يتم إعطاء هذه اللقاحات في البداية للكتاكيت التي يتراوح عمرها من يوم واحد إلى 14 يومًا عن طريق الرش أو فى مياه الشرب أو عن طريق التقطير فى العين، وعادةً ما يتم إعادة تطعيم الطيور بعد أسبوعين تقريبًا من التطعيم الأولي.

4- عادة التطعيم باستخدام نمط مصلي مختلف يمكن أن يؤدي إلى اكساب الطيور حماية أوسع.

5- يمكن استخدام اللقاحات المضعفة    Attenuated or adjuvanted inactivated vaccines   في مزارع الأمهات والبياض لمنع انخفاض معدلات إنتاج البيض وكذلك لتمرير الأجسام المضادة الواقية للأمهات إلى النسل.

6- يوجد العديد من الأنماط المصلية المعروفة  من فيروس  التهاب الشعب الهوائية المعدى IBV، كما يوجد العديد من الأنماط المصلية الجديدة أو المتنوعة، التي لا يتم التحكم فيها بالكامل بواسطة اللقاحات الموجودة المستخدمة . تنشأ الأنماط المتنوعة تاريخيًا من الطفرات المتراكمة بمرور الوقت أثناء تكاثر الفيروس (الانحراف الجيني).  ومع ذلك، يمكن أن تحدث إعادة التركيب في الفيروسات التاجية وقد تؤدي إلى فيروسات فريدة قد تسبب المرض أو لا تسببه. يجب أن يعتمد اختيار اللقاحات على معرفة نوع (أنواع) الفيروسات الأكثر انتشارًا في المنطقة.

العلاج:

1- المرض هو مرض فيروسي والفيروسات ليس لها علاج ولكن يمكن  تقليل النافق لاقل درجة ممكنة عن طريق عالج الأعراض الظاهرة.

2- في الطقس البارد، قد تؤدي زيادة درجة الحرارة المحيطة إلى تقليل الوفيات ( رفع درجة حرارة العنبر درجتين عن المعدل الطبيعي).

3- استخدام مضاد حيوي واسع المجال لمدة 5 ايام حتى نمنع العدوي الثانوية خصوصا الاصابة بمسببات السي أر دي CRD أو المايكوبلازما والاي كولاي.

3-  استخدام روافع مناعة و موسعات الشعب ومذيبات المخاط .

5- ظبط التهوية بالعنبرمع استخدام منشط كبد ودواء غسيل كلوي ومدر للبول .

6- تقليل تركيزات البروتين في العلف واضافة الأملاح المعدنية  في مياه الشرب قد يكون مفيد فى حالة حدوث اصابة  ناجمة عن السلالات المسببة للصورة الكلوية.

 

 

 

Comments are closed.