حالات عسر الولادة في الخيل تُعتبر من المشكلات النادرة، لكنها تتحول إلى حالة طارئة عندما تحدث، تصيب هذه الحالة حوالي 10% من الأفراس، خصوصًا أثناء الولادة الأولى، وعادةً ما تنتج عن الوضع غير الصحيح للجنين داخل الرحم.
التعامل مع هذه المشكلة يستلزم تدخلًا بيطريًا سريعًا وفعالًا، وفيما يلي نظرة أكثر تفصيلًا على عسر الولادة في الخيل، تغطي الأسباب التي تؤدي إليها، الأعراض المميزة لها، والأساليب المُثلى للتعامل معها.
عسر الولادة عند الخيول
عسر الولادة، أو ما يُعرف بصعوبة الولادة، يعتبر من المضاعفات النادرة نسبيًا لدى الخيول، إذ يُلاحظ في أقل من 10% من حالات الولادة. ورغم ندرته، فإنه يشكل تهديدًا كبيرًا لكل من الفرس والمهر على حد سواء، نظرًا لاحتمالية التسبب في تلف للأعضاء الداخلية أو الأعصاب، بالإضافة إلى تقليل تدفق الدم للفرس، مما قد يؤدي إلى نقص في توفير الأكسجين اللازم للمهر.

أسباب عسر ولادة الخيول
سوء حالة الجنين داخل الرحم، زيادة حجم المهر، حدوث عدوى رحمية، تشوهات جنينية، حمل متعدد (توأم)، ضعف تقلصات الرحم، عدم استرخاء عنق الرحم، أو تعلق قدم المهر في أعلى قناة الولادة، جميعها تُعتبر من الأسباب التي قد تؤدي إلى عسر الولادة.
أحد أبرز أسباب عسر الولادة في الخيول هو الوضعية غير الطبيعية للمهر داخل قناة الولادة، مما يعيق عملية الولادة بسلاسة. أي تغيير في وضعية المهر يمكن أن يؤدي إلى عسر الولادة، نظرًا لضيق قناة حوض الفرس مقارنة بحجم المهر.
على الرغم من ذلك، نادرًا ما يكون الحجم الكبير للجنين سببًا رئيسيًا لعسر الولادة في الخيل. يبدو أن الفرس قادرة على تنظيم نمو الجنين بما يتلاءم مع سعة رحمها، مما يقلل من احتمالية ولادة مهر كبير جدًا بشكل يعوق الولادة الآمنة.
تشوهات المهر تلعب دورًا هامًا في حدوث عسر الولادة، حيث تعد الأطراف المنقبضة أكثر التشوهات شيوعًا في هذا السياق. المهرات التي تعاني من هذه الحالة لا تتمكن من مد أرجلها بالكامل، الأمر الذي يمنعها من اتخاذ الوضعية الصحيحة داخل الرحم استعدادًا للولادة.
يعد استسقاء الرأس أيضًا أحد الأسباب المهمة لعسر الولادة، خاصة في بعض سلالات الخيول. يحدث ذلك عندما يتعذر تصريف السائل النخاعي المحيط بالدماغ بشكل سليم، مما يؤدي إلى تراكمه وزيادة حجم الرأس بشكل غير طبيعي.
وفي حالات نادرة، يمكن أن يكون التواء الرحم سببًا إضافيًا لعسر الولادة. يحدث ذلك عندما يتعرض الرحم للالتفاف حول المهر، مما يؤدي إلى إغلاق قناة الولادة وصعوبة إتمام عملية الولادة.
أعراض عسر الولادة عند الخيول
يُعد التأخير في ولادة المهر لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة بعد خروج السائل المشيمي من فرج الفرس العلامة الأبرز لعسر الولادة.
بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر علامات أخرى مثل غياب أي مؤشر لجزء من جسم المهر عند شفاه الفرج، أو تموضع غير طبيعي للمهر.
عند ملاحظة أي من هذه العلامات على فرستك، ينبغي التواصل مع الطبيب البيطري فوراً، فـ التدخل السريع ضروري لضمان سلامة الفرس والمهر وتقليل المخاطر المحتملة.
تبدأ أعراض عسر الولادة بالظهور مع بداية المخاض، ومن المهم جدًا التعرف عليها في الوقت المناسب لضمان سلامة الفرس والمهر معًا. إذا كانت فرسك تقترب من موعد ولادتها، فمن الضروري مراقبة العلامات التي تدل على بدء الولادة بعناية، لتكون مستعدًا للتدخل في حال حدوث أي مضاعفات.
علاج عسر ولادة الخيل
تُعد معظم حالات عسر الولادة في المزارع قابلة للعلاج عن طريق إعادة وضع المهر داخل الرحم لتسهيل عملية الولادة. ومع ذلك، قد تستدعي الحالات الأكثر خطورة اللجوء إلى إجراء عملية قيصرية أو الولادة تحت تأثير التخدير.
يمكن تقليل مخاطر مضاعفات عسر الولادة وضمان ولادة مهر بصحة جيدة من خلال التدخل في الوقت المناسب. لذا، يُوصى بمراقبة الأفراس عن كثب مع اقتراب موعد الولادة، مما يساعد على اكتشاف أي صعوبة مبكرًا واتخاذ التدابير اللازمة بفعالية.
المخاطر التي تهدد الخيل
تشمل المخاطر التي تهدد الفرس تمزق الجهاز التناسلي أو الأمعاء نتيجة حركة المهر، واحتباس المشيمة الذي قد يؤدي إلى تعفن الدم، وتمزق شرايين الرحم، بالإضافة إلى احتمالية حدوث شلل في الأطراف الخلفية بسبب تلف الأعصاب. وحتى بعد تجاوز عسر الولادة، قد تواجه الفرس انخفاضًا في مستوى الخصوبة بالمستقبل نتيجة الأضرار التي قد تكون لحقت بالجهاز التناسلي.
أما فيما يتعلق بالمهر، فتتمثل المخاطر في الإضعاف الناتج عن نقص الأكسجين، وتلف الدماغ، وحتى الوفاة إذا لم يُتخذ التدخل الطبي اللازم بالسرعة الكافية. في حالات عسر الولادة، قد تتأثر قدرة المشيمة على توفير الأكسجين، مما يجعل الولادة السريعة أمرًا ضروريًا لضمان تنفس المهر بشكل طبيعي بعد خروجه.
وأشارت دراسة إلى أن زيادة مدة المرحلة المخاضية بمقدار عشر دقائق ترتبط بارتفاع خطر ولادة المهر ميتًا بنسبة 10%.
علامات تشير إلى اقتراب ولادة الفرس
– ليونة في نهاية الذيل واسترخاء منطقة الفرج.
– تضخم ملحوظ في حجم الضرع.
– ظهور مادة شمعية على أطراف الحلمات.
– تسرب الحليب من الضرع.
مراحل المخاض في الولادة الطبيعية
تمر الأفراس خلال الولادة الطبيعية بثلاث مراحل رئيسية من المخاض، وكل مرحلة لها خصائصها المميزة:
-المرحلة الأولى: تشهد الفرس حالة من القلق المستمر مع رفع الذيل أثناء الحركة. وخلال هذه المرحلة، يتم توجيه المُهر إلى الوضع الصحيح داخل قناة الولادة، حيث يتحرك من وضعية الاستلقاء على ظهره ليقوم بمد قدميه الأماميتين ورأسه باتجاه القناة.
-المرحلة الثانية: ف هذه المرحلة يحدث تمزق المشيمة، وتبدأ هذه المرحلة منذ نزول الماء وحتى ولادة المهر. يظهر الجنين عادة بأقدامه الأمامية أولاً، يليها الرأس التي تكون مستريحة فوق القدمين. تستغرق هذه المرحلة ما بين 10 إلى 30 دقيقة.
-المرحلة الثالثة: وهي المرحلة الأخيرة في عملية الولادة، فتستمر عادة لنحو ساعة. خلال هذا الوقت، تكون هناك انقباضات في الرحم يصاحبها شعور بعدم الراحة لدى الفرس، إلى أن يبدأ المُهر بالخروج تدريجياً حتى يكتمل خروجه بالكامل.
Comments are closed.