ift

د ولاء عبدالله تكتب: خطورة الأمراض التي تسببها جراثيم «الكلوستريديا» علي صناعة الدواجن

ولاء عبدالله محمد السيد باحث الكيمياء الحيوية والسموم والنقص الغذائى  (الفارماكولوجيا) معمل الزقازيق معهد بحوث الصحة الحيوانية

تعتبر دراسة الكلوستريديا في الدجاج أمرًا بالغ الأهمية نظرًا لتأثيرها السلبي على صحة الطيور وكفاءة الإنتاج. يعد فهم هذا المرض وأسبابه وعواقبه ضروريًا للتأكد من اتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية الصحيحة للتقليل من تأثيراته على الصحة العامة والاقتصادية لصناعة تربية الدواجن.

توجد الجرثومة بشكل طبيعي في الأمعاء ومع اضطراب الجراثيم المعوية الطبيعية الممكن حدوثه نتيجة التغيير المفاجئ في العليقة على سبيل المثال إضافة كمية كبيرة من مسحوق السمك أو القمح أو تعرض الطيور لعوامل الأجهاد أو تثبيط في جهاز المناعة مثل الأمراض المعوية والسموم الفطرية والاجهاد الحرارى أوحدوث أذى لبطانة الأمعاء تنشط جراثيم الكلوستريديا وتتكاثر وتنتج السموم الكافية لأحداث المرض وأهمها الإصابة بطفيليات الكوكسيديا، وكذلك الإصابة الشديدة بالسالمونيلا من الأمراض التي تهيأ للإصابة بالكلوستريديا، وهكذا توصف الكلوستريديا بالصديق الغادر.

توجد ثلاث أنواع من بكتريا الكلوستريديا وهى كلوستريديوم برفرينجنز وهي مسببة مرض الالتهاب المعوى الناخر، كلوستريديوم كولينوم وهي مسببة مرض التهاب الأمعاء التقرحي، كلوستريديوم بوتيولينوم وهي مسببة داء الوشيقية (Botulism).

مرض التهاب الأمعاء الناخر وصناعة الدواجن
(
Necrotic Enteritis)

تعريف المرض :

جميع أنواع الدجاج من أسبوعين فصاعدًا (2-6 أسابيع) معرضة للإصابة بهذا المرض الحاد الى المزمن خاصة الذي يربى على الفرشة (ينتقل الكائن الحي عن طريق التربة والغبار والقمامة والبراز)، وقد تصاب أنواع أخرى من الطيور ، يتميز المرض بالموت المفاجئ،  وعادة يحدث في الدجاج الجيد والذي نموه سريع .
المسبب:

كلوستريديوم برفرينجنز نوع (أي و سي) وسمومها من نوع ألفا تنتج من قبل الكلوستريديوم برفرينجنز نوعى (أي و سي) ، وسم نوع بيتا  ينتج من قبل النوع (سي).

العلامات المرضية
 ترنح ، تسمم ، إسهال أصفر برغوة واحيانا داكن أو بني ، اكتئاب ، ريش منتفش ، عزوف عن الحركة ، وفقد شهيته للأكل حدوث حالة الخمول المفاجئ والحاد ، يمكن أن تحدث الوفاة الحادة في غضون ساعات من ظهور المرض.

آفات التشريح:

غالبًا ما تكون الأمعاء منتفخة ومليئة بالغازات والتي تكون هشة ومتوسعة ويوجد نخر شديد في مخاطيه الأمعاء  .
محتويات الأمعاء تكون سائل أصفر ذات رائحة كريهة  ممزوج بفقاعات غازية ومخاطية الأمعاء مغطاة بطبقة بنية من غشاء دفثيري ويأخذ شكل قطيفة. يرافق هذا المرض جفاف شديد (الجلد الداكن)، احتقان في عضلة الصدر مع كبر حجم الكبد واحتقانه الشديد.

التشخيص : 

يعتمد التشخيص على الآفات الجسيمة (الغشاء المخاطي المعوي) وارتفاع الهلاكات بشكل مفاجئ،  والعلامات السريرية، عند التشخيص يجب التحقق من حدوث تغير مفاجئ في تركيبة العليقة أو إضافة كميات كبيرة من مسحوق السمك أو القمح .

التشخيص المختبرى عن طريق ارسال العينات الى مختبرات الفحص البكتيرى مثل عينات من الأمعاء والكبد، وعمل مسحة من الأمعاء المصابة وصبغها بصبغة جرام، والعزلة البكتيرية على صفيحة أجار الدم، حيث أن الكلوستريديا بكتريا لاهوائية، عصية الشكل وموجبة لصبغة جرام، وتنتج نوعين من التحلل الدموى عند زراعتها على وسط أجار الدم. وأيضا يتم فى المختبر اجراء اختبار الحساسية للوقوف على المضاد الحيوى الأمثل للعلاج.

مرض التهاب الأمعاء التقرحي وصناعة الدواجن
(Ulcerative Enteritis)
تعريف المرض: 

مرض جرثومي حاد يصيب طيور الصيد والدجاج ، يحدث في الطيور الصغيرة بشكل شائع و أكثر من الطيور البالغة. المرض معدي ينتقل بشكل رئيسي من خلال الزرق للفرشة من الطيور المريضة أو الطيور الحاملة للجرثومة بعد شفائها ، ويمكن أن تنتقل الإصابة بواسطة الذباب الذي يتغذى على فضلات الطيور المصابة.
المسبب:
 جرثومة الكلوستريديوم كولينوم ، وهي مقاومة جداً للظروف الطبيعية وتتحمل الغليان لمدة 3 دقائق و الحرارة عند ℃70 لمدة 10 دقائق،  ويمكن أن تبقى في الأرض والفرشة لعدة أشهر.
العلامات المرضية :
 الخمول ، انحناء الظهر ، الرقبة تكون مسحوبة إلى الخلف ،  تهدل الأجنحة ، نفوش الريش ،إسهال ، أنيميا وربما زرق مدمم (الأعراض مشابهه للإصابة بطفيليات الكوكسيديا) ، هلاكات مفاجئة حادة دون ظهورالعلامات المرضية خاصة في بداية المرض, في مثل هذه الحالات تكون الطيور الهالكة ذات نمو جيد .

آفات التشريح:
 غالبا متشابهة في جميع الطيور، في أكثر الحالات يلاحظ حدوث بقع نزفيه وتقرحات عميقة منتشرة على طول الأمعاء والأعورين وقد تكون كثيرة بحيث تتحد مع بعضها على شكل أزرار وقد تكون مدورة أو متعرجة. القرح العميقة من الممكن ملاحظتها من السطح الخارجى للأمعاء غير المفتوحة وقد تخترق جدار الأمعاء، تقرحات مصفره محاطة بأنزفة دموية يمكن رؤيتها من السطح الخارجي والداخلي الأمعاء، وقد تحوي الأمعاء على دم وبهذا تشابه الإصابة بالكوكسيديا، و العديد من التقرحات مختلفة الحجم والشكل موضعي أو عام في الكبد، الطحال عادة يكون متضخم وقد يلاحظ نزف فيه.

التشخيص:

وجود التقرحات الواصمة في الأمعاء والآفة المرضية المميزة في الكبد، وارسال العينات الى مختبرات الفحص البكتيرى لعزل وتحديد نوع الجرثومة، وأيضا يتم فى المختبر تحديد المضادات الحيوية المناسبة للاستخدام فى العلاج.

مرض حالة التسمم أو داء الوشيقية وصناعة الدواجن
 (Botulism)
تعريف المرض :
  مرض ينتج عن طريق التسمم عن طريق الفم , يحدث في الدجاج، والبط البري والإنسان حساس أيضاً  لسموم هذه ألجرثومه.
المسبب:
تناول سموم جرثومة الكلوستريديوم بوتيولينوم الموجودة أصلاً  في الطعام المتناول أو في يرقات الحشرات. الجرثومة نفسها غير ممرضة ولكن سمها شديد جداً ومقاوم للحرارة ، هنالك خمسة أنواع من هذه السموم ، عادة نوعى (أي و سي) تكون مسببة للحالة في الدواجن .

العلامات المرضية: 

يمكن ملاحظة العلامات السريرية بعد ساعات إلى بضع أيام بعد تناول الطعام الذى يحتوى على التوكسين .
يلاحظ الدوخة  ، الضعف ، عدم القدرة على الوقوف على الأرجل وعدم السيطرة على الأجنحة والرقبة ، وتنغلق جفون العينين. بعدها يلاحظ الشلل و الإغماء بعدها يحدث الموت. معظم الطيور التي عليها هذه العلامات تموت .
 آفات التشريح:
  أكثر الطيور المصابة لا يلاحظ عليها آفات مرضيه. أما في الطيور التي تبقى لفترة طويلة على قيد ألحياة نادرا ما يلاحظ فيها التهاب الأمعاء الخفيف ووجود طعام متعفن أو يرقات الحشرات في الجهاز الهضمي .

التشخيص:
يعتمد التشخيص على تاريخ الحالة والعلامات السريرية و وجود طعام متعفن أو يرقات الحشرات في الجهاز الهضمي .

السيطرة على أمراض الكلوستريديا:

تربية الطيور في مناطق لم يحدث فيها المرض أذا كان ذلك ممكناً ، يجب عدم إضافة طيور جديدة للقطيع، و فصل الأنواع المختلفة من الطيورعن بعضها و فصل الطيور الصغيرة عن الكبيرة، وتربية الطيور بالأقفاص ومنع الفرشة. إدارة الإجهاد عن طريق تقليل عوامل الضغط مثل الاكتظاظ ودرجات الحرارة الشديدة.

للوقاية من بكتيريا كلوستريديا في الدواجن، يجب اتباع الأمان الحيوي والتطهير الجيد قبل استقبال الكتاكيت
مع اعتماد التنظيف والتعقيم لعنابر الدجاج بشكل دائم، وتصليح الأمور المتعلقة بالعليقة، واختيار أجود أنواع العلف. إضافة مضادات السموم باستمرار طوال الدورة للتغلب على السموم الفطرية والتقليل من فرص ظهور الكلوسترديا

تحصين الأمهات مرتين مما يعطي مناعه للكتاكيت، استخدام البروبيوتيك والبريبايوتك ومضافات الأعلاف المضادة للفطريات، واستخدام مضادات الكوكسيديا مفيدة للسيطرة على المرض والحد منه نظرا لأن الكوكسيديا غالبا ما تصاحب الكلوسترديا، والمركبات التي تحتوي علي كبريتات النحاس، التي تتميز بتأثيرها الكاوي للطبقة التي تكونها البكتريا، وعند الاصابة بالكوكسيديا يتم اعطاء جرعة وقاية للكلوستريديا حيث يمكن إضافة بعض المضادات الحيوية مثل اللينكومايسين ، أستربتومايسن ، التيتراسيكلين في العلف أو الماء بشكل متقطع لمنع حدوث المرض.

علاج أمراض الكلوستريديا : 

لعلاج بكتيريا كلوستريديا يجب عمل اختبار الحساسية لتحديد نوع الميكروب، واختيار المضاد الحيوي المناسب لها تماما، مما يوفر إهدار المال وتجنب أن تصبح البكتريا مقاومة للعلاج، يمكن استعمال نفس الأدوية المستعملة للوقاية من حدوث المرض ولكن بتراكيز أعلى لغرض العلاج ، ويفضل إعطائها عن طريق ماء الشرب (يفضل تغير المضاد الحيوي في حالة استعماله للوقاية ولفترة طويلة عند العلاج في حالة حدوث الأصابه).

من أهم الأدوية المستعملة في العلف اللينكومايسين والزنك باستراسين والانراميسين والفيرجيناميسين. أو العلاج بأحد المضادات الحيوية مثل الاموكسي سيللين والامبسللين والريفاميسين مع الكولستين عن طريق مياه الشرب (والعلاج بهذه الطريقة ذو فعالية مرتفعة نظرا للفهة الطيور على الشرب). ولكن فى الآونة الأخيرة تم تقييد استخدام المضادات الحيوية في الدواجن بسبب زيادة مقاومة المضادات الحيوية ومتبقيات الأدوية في منتجات الدواجن، مما يتطلب بدائل آمنة وفعالة.

كما أن استخدام المحمضات والفيتامينات مثل أداة لتحسين خلايا جدار الأمعاء. استخدام المواد الطبيعية مثل الزيوت الأساسية (EOs) هي بدائل للمضادات الحيوية في الأعلاف نظرًا لخصائصها الطبيعية منخفضة السمية وخالية من المخلفات. بالإضافة إلى ذلك ، يحتوي EO على خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات ومضادة للجراثيم ومضادة للطفيليات. وبالمثل ، استخدام الأحماض العضوية (OAs) تظهرالنشاط المضاد للبكتيريا، والتأثيرات المضادة للإجهاد، وتعزيز نمو الأمعاء، زيادة لزوجة الأمعاء،  وتنظيم المناعة.

واضافة أيضا مضاد السموم ، وعادة ما يعطى مضاد السم نوع (سي) واضافة السلينيوم وفيتامين أد3 لعلاج الحالة التسممية ويفضل جرعة أموكسيسللين مع كلوستين.

دور الطب البيطرى فى مكافحة الأمراض التى تصيب الثروة الحيوانية والداجنة:

للطب البيطرى دور هام فى مكافحة الأمراض التى تصيب الثروة الحيوانية والداجنة بداية من تشخيص المرض والوقوف على أهم المسببات المرضية وتحديد الطبيب لخطة وبرامج العلاج والمكافحة والتحصينات، بالاضافة الى التوعية والارشاد البيطرى للمربيين وأصحاب المزارع للحفاظ على الثروة الحيوانية والداجنة ولانتاج غذاء صحى وآمن، لذلك لا تتردد في إستشارة الطبيب البيطري بشكل دوري منتظم حتى تتم متابعة القطيع والإطمئنان عليهم باستمرار.

المراجع:

https://www.hama-univ.edu.sy/newsites/veterinary/wp-content/uploads/2020/01/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%85-2019-2020.pdf

https://vet-pen.com/2022/08/14/%D9%85%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%89-%D8%AF%D8%AC%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%83%D9%8A/

 

https://www.aalameldawagen.com/ar/articles/%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%86/%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%89-%D8%AA%D8%B5%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86–%D9%85%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7/

 

  Poultry World. (2024). Prevent the proliferation of Clostridial enteritis. Retrieved from https://www.poultryworld.net/poultry/prevent-the-proliferation-of-clostridial-enteritis/

 

Comments are closed.