يُعد إجهاض الأفراس من المشكلات الشائعة والمعقدة التي يواجهها مربو الخيل، حيث يمثل حالة طبية طارئة تتمثل في فقدان الجنين قبل اكتمال نموه داخل الرحم، يحدث هذا الإجهاض في أي وقت ما بين الشهر الأول وحتى اليوم الـ300 من الحمل، أما إذا وقع بعد هذه الفترة، فيصنف كولادة مبكرة، وقد يحدث الإجهاض بشكل مفاجئ أو نتيجة لتداخل عدة عوامل مؤثرة، نستعرضها لكم بالتفصيل من خلال السطور الآتية.
أسباب الإجهاض عند الخيول
الإجهاض عند الخيول يعتبر من الظواهر التي قد تحدث لعدة أسباب، منها ما هو متعلق بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية، ومنها ما يحدث تلقائيًا دون سبب واضح. ومن بين أبرز الأسباب التي تسهم في حدوث الإجهاض لدى الخيول:
– ضعف الرحم نتيجة التقدم في السن.
– نقص العناصر الغذائية الضرورية لدعم نمو الجنين.
– انخفاض مستويات الهرمونات المسؤولة عن تثبيت الحمل.
– الإصابة بالتهاب بطانة الرحم بسبب عدوى بكتيرية، خاصة تلك الناتجة عن بكتيريا العقدية.
– التفاف الحبل السري حول الجنين مما يؤدي إلى اختناقه.
– التشوهات الخلقية أو الطفرات الجينية في الجنين.
– التغذية السيئة أثناء فترة الحمل.
– الإصابة بمرض التهاب الشرايين الفيروسي في الخيول.
– الإصابة بحمى بوتوماك أو فيروس هربس الخيول.
– التهاب المشيمة أو متلازمة الفرس الإنجابي.
– ردود فعل لبعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات.
من بين الأسباب الشائعة والبارزة للإجهاض عند الخيول يأتي الإجهاض الفيروسي، حيث إن الأمراض الفيروسية تُعد عاملًا مؤثرًا بشكل كبير، خاصة خلال الأربعة أشهر الأخيرة من الحمل. تشمل هذه الأمراض فيروس التهاب الأنف والرئة، فيروس التهاب الشرايين الخيلي، الحمى، وفقر الدم المعدي الخيلي. على الرغم من تأثير هذه الأمراض، إلا أن الإجهاض الناتج عنها لا يؤثر عادةً على خصوبة الفرس، ويمكنها الحمل مجددًا بعد فترة راحة جنسية تتراوح بين شهر إلى شهرين.
أما الأسباب البكتيرية، فهي أيضًا من العوامل الخطيرة التي تؤدي إلى الإجهاض. تدخل البكتيريا إلى الرحم خلال موسم التزاوج أو نتيجة التهابات بطانة الرحم، وتتضاعف خلال فترة الحمل مسببة التهابًا في بطانة الرحم والمشيمة. إذا تأثرت مساحة كبيرة من المشيمة، يقل الدعم الغذائي للجنين مما يؤدي إلى وفاته وحدوث الإجهاض. خطورة الإجهاض البكتيري تكمن في تأثيره السلبي على خصوبة الفرس، وقد يؤدي في حالات إلى العقم. بالنسبة للفطريات، فإنها تسبب الإجهاض عادةً في المراحل المتأخرة من الحمل، لكنها نادرًا ما تؤثر على الخصوبة أو تسبب أضرارًا دائمة للرحم.
ومن الأسباب غير المعدية الشائعة للإجهاض عند الخيول هي التوائم، والتي غالبًا ما يتم فقدانها بين الشهرين الثامن والعاشر من الحمل. ينتج ذلك عن عدم كفاية المساحة السطحية في المشيمة لتوفير التبادل الغذائي اللازم لكلا الجنينين. بالإضافة إلى ذلك، تظهر التغيرات المرضية في بطانة الرحم، مثل التليف حول الغدد الرحمية في الأفراس المسنة ذات الولادات المتكررة، مما يُضعف قدرة الرحم على دعم الحمل حتى نهايته.
كما أن الإجهاد الناتج عن الظروف المناخية القاسية مثل الانخفاض أو الارتفاع الشديد في درجات الحرارة يمكن أن يؤثر سلبًا على العمليات التناسلية لدى الفرس ويتسبب في الإجهاض. وتشمل عوامل الإجهاد الأخرى نقص التغذية، العطش المستمر، أو تناول النباتات السامة، وكلها قد تسبب اضطرابات تؤثر في استمرارية الحمل.

أعراض إجهاض الخيول
عند حدوث الإجهاض نتيجة بعض الأمراض، ترتفع درجة الحرارة بسرعة لتصل إلى 40 درجة مئوية، يرافق ذلك تسارع في التنفس، فقدان للشهية، تورم في الأجفان، سيلان للدموع، وإمساك يتحول لاحقًا إلى إسهال حاد.
في بعض الأحيان، يبقى الجنين الميت داخل الرحم فيما يُعرف بالإجهاض المخفي، حيث لا تظهر أي علامات أو أعراض واضحة، مما يصعب ملاحظته من قبل المربي. في هذه الحالات تظهر دورة شبق غير متوقعة.
احتباس الجنين الميت في الرحم يؤدي إلى تعفنه، حيث يبدأ بالتجزؤ ويتم طرحه تدريجيًا على شكل قطع صغيرة أو يتحول إلى سوائل قيحية ذات رائحة كريهة. في مثل هذه الحالات تظهر أعراض تشمل فقدان الشهية، ارتفاع درجات الحرارة، وضعف عام.
وفي حالات أخرى، يظل الجنين الميت داخل الرحم لفترة طويلة دون أن يتعفن أو يُطرد، مما يؤدي إلى انقطاع ظهور دورة الشبق، وعدم ظهور أية علامات مرضية على الفرس.
من المهم الإشارة إلى أن معظم الإجهاضات التي تحدث في النصف الثاني من فترة الحمل تكون أعراضها أكثر وضوحًا وخطورة، وقد تشكل تهديدًا لحياة الفرس الحامل. ومن بين هذه الأعراض ما يشبه علامات الولادة، مثل القلق وعدم الاستقرار، الاستلقاء المتكرر على الأرض، أوجاع تشبه أوجاع المخاض، تضخم الضرع وغيرها.
في بعض الحالات، يكون من الصعب جدًا طرد الجنين أو قد يكون الأمر مستحيلًا، وحتى في حال تم التخلص منه، قد تبقى المشيمة داخل الرحم. هذا الأمر قد يؤدي إلى موت الفرس أو يسبب لها عقمًا دائمًا.

الوقاية من إجهاض الفرس
للوقاية من حالات الإجهاض، من الضروري توفير تغذية جيدة بكميات كافية، مع الحرص على تقديم العلف المناسب للأفراس الحوامل، بحيث يحتوي على الفيتامينات والأملاح الضرورية، كما يجب مراعاة أن احتياجات الفرس الحامل تزداد في المراحل الأخيرة من الحمل، سواء لتلبية متطلبات نمو الجنين أو لدعم صحتها العامة.
Comments are closed.