ift

«سلامة الغذاء» في قواعد ومعايير الهيئات والمنظمات الدوليه

الهيئات والمنظمات الدوليه ودورها فى وضع المعايير الخاصة والقواعد الاسترشاديه الخاصة بسلامة الاغذية

بقلم: الدكتورة داليا يسري يوسف  –باحث اول

الدكتور أحمد مسعود سيد مسعود – باحث

المعمل المرجعي لفحص سلامة الأغذية من أصل حيواني ، معهد بحوث الصحة الحيوانية، مركز البحوث الزراعية، الجيزة، مصر.

ﺗﻌﺘﻤﺪﺍﻹﻣﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻐذائية الاَمنة بطول السلسة الغذائية علي اتباع  الممارسات الجيدة الخاصه بسلامة الغذاء وجودته. ويتوجب على ذلك مراجعة القوانين و القرارات الخاصة بسلامة الغذاء ﺑﺸﻜﻞ ﺩﻭﺭﻱ، مع الأخذ في الاعتبار تعديل بعض من تلك القوانين اذا دعت الحاجة لذلك  ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻟﻺﻣﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﻐذائية ﺍﻵﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﻟﺼﺤﺔ المستهلك.

ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ دول العالم ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ من قبل الهيئات و المنظمات المعنية بسلامة الاغذية كهيئة  ﺍﻟﻐﺬﺍء ﻭﺍﻟﺪﻭﺍء الأمريكية (FDA)  ومنظمة الصحة العالمية (WHO) و الكودكس (CODEX ALIMINTARIUS) وغيرها هو وضع المعايير و الضوابط التي تضمن سلامة الاغذية والتي يجب ان يمتثل لها كلا من المنتج و المصنع من أجل حماية الصحة والسلامة العامة ولتحقيق الأهداف ﺛﻼثية ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ علي أساس:

(1) ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ بالقيمةالغذائية ﻭﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ الغذائية ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ.

(2) ﺇﻧﻔﺎﺫ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﻮائح والتشريعات ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﻨﺘﺠﺎﺕ غذائية ﺁمنة.

(3) وضع ضوابط للتحقق من خلو الغذاء من الملوﺛﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ وﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ وحالات غش الاغذية ﻣﻦ ﺧﻼﻝعمليات ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ المستمرة وﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻤﺔ ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻹﻣﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻐﺬﺍئية.

كما يجب علي السلطات المختصة مراقبة و التحقق من مدي أﻣﺘﺜﺎﻝ العاملين في مجال إنتاج و تصنيع ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ بأتباع الاشتراطات الصحية و التصنيعية الجيدة بدءاً من مرحلة الإنتاج مروراً بالتوزيع والحفظ والتداول وصولا للمستهلك النهائي ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻬﺪﻑ الأساسي ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ  ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻷﻏﺬﻳﺔ علي صحة المستهلك.

ايضاً لابد من وجود  قنوات اتصال تعاون بين ﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ العامله بمختلف الدول  لعمل تحليل و تقيم للمخاطر المحتملة لسلامة الاغذية التي تظهر بها حلات مرضية نتيجة تناول اغذية ملوثه بمسببات الأمراض المنقولة بالغذاء وتبادل المعلومات و البيانات بصفة مستمرة فقد يتطلب الأمر وقف العملية الأستيرادية للاغذية من بعض الدول لحين توفيق اوضاعها  ومعالجة المشكلة علي اساس علمي. كما تساهم تلك المؤسسات المعنية لسلامة الاغذية بإعطاء المشورة لكيفية التحكم في تلك المخاطر.

كما تعمل تلك الهيئات والمنظمات على رصد وتتبع المخاطر الصحية المحيطة بالعاملين في مجال سلامة الأغذية ووضع معايير تحمي العاملين في هذا المجال كما الحال في المعاير الوارده من منطمة الايزو بالمواصفة (ISO 18001) كذلك المعايير الخاصة بالمكملات الغذائية ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﻭﺻﻔﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕﺍلأﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ الاخرى.

ﻭﻹﻧﻔﺎﺫ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ فعاﻝ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ النهج العلمي  ﻫﻮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﻮﺿﻊ القوانين و ﺍللوائح  ﻭ ﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻻﺕ الفحص المعملي للكشف عن  ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ و استبعاد الغير صالح منها  مع اتباع نظم  ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ و تحديد مستوياتها للحصول ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮحقيقي ﻟﻠﺨﻄﺮ.

هناك نوعان من المخاطر :

النوع الاول :

وهو ما يظهر على المدى القريب من تناول الغذاء الملوث بالسموم الميكروبية (بكتيرية – فطرية) و التي تظهر اعراضها في  خلال 2-6 ساعات من تناول الغذاء الملوث وهوما يطلق عليه مصطلح Food intoxication أو تكون الاصابة من خلال تناول غذاء ملوث بميكروبات من شأنها احداث تسممات غذائية و هي التي تظهر أعراضها في خلال من 24 الي 72 ساعه  من تناول الغذاء وهو ما يطلق عليه  Food infection.

النوع الثاني :

و هو ما تظهر اعراضة بعدة فترة ليست بالقصيرة من تناول الغذاء و هذا يحدث عادة عند تناول أغذية ملوثة بمواد كميائيه و بجرعات قليله مما تسبب في تراكم بقايا تلك المواد  بأنسجة  الجسم والأعضاء الداخلية خاصةً الكبد و الكلي و يكون لهذا الأثر التراكمي مضار صحيه جسيمه علي الانسان علي المدي البعيد المتمثل في الفشل الكلوي أو الكبدي أو إحداث سرطانات .

و لهذا تقوم تلك الهيئات و المنظمات المعنية بسلامة الاغذية وبوضع معايير للكميات المسموح بها من تلك الملوثات الكميائية بالأغذية.و كذلك وضع حدود قصوي للكميات المسموح باستهلاكها بصفة يومية من كل ملوث على حدي و التي يطلق عليها مصطلح Permissible Dialing Intake (PDI)]   [بحيث لايتجاوزها استهلاك الفرد في اليوم وقد اخذت تلك الهيئات في الاعتبار معايير عديدة لتحديد الكميات المستهلكه بصفة يومية منها الحالة الصحية بصفة عامة و الأصابة بالأمراض المزمنة و أمراض نفص المناعة و العمر و الجنس و معايير أخري عديدة .

ﺗﺘﻢ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺗﺤﻠﻴﻞ و تقييم المخاطرباستمرار و بالاستعانه بالتقارير و الدراسات الحديثه و الوضع الوبائي ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻣﺪﻯ  ﻣﻼءﻣﺘﻬﺎ في حماية صحة المستهلك. ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ الجهة المنتجه او المنشأة المصنعة   ﻟﻸﻏﺬﻳﺔ  ﺃﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ  المستخدمة في تصنيع الغذاء ﺁﻣﻨﺔ علي الصحة العامة ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺑﻘﺎﻳﺎ  في ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ﺍﻟﻐﺬﺍئى ﻻ ﺗﺸﻜﻞ ﺃﻱ خطر ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﺳﻮﺍء ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎﺩ ﺃﻭ ﻣﺰﻣﻦ.

ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻐﺬﺍء ﻭﺍﻟﺪﻭﺍء ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ(FDA)  ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺇﺟﺮﺍء ﻣﺘﺤﻔﻈﺎً ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟتلوﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﺽ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ لخطر الاﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎﻥ. و الذي بموجبه ﺗﺴﻤﺢ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻐﺬﺍء ﻭﺍﻟﺪﻭﺍء ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ (FDA) ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﺨﻄﺮ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻮ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ) ﺃﻱ ﺇﺫﺍ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺴﺘﻬﻠﻚ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻠﻮﺛﺔ ﻃﻮﺍﻝ  ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ في المتوسط 70 ﻋﺎﻣﺎً، ﻓﻘﺪ ﻳﺼﺎﺏ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﻣﻦ تناول تلك ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎئية.

خلاصة القول بأن المعايير الصادرة عن الهيئات و المنظمات الدولية المعنية بسلامة الاغذية والخاصة بملوثات الغذاء أو المواد المضافة تعتبر معايير اَمنه و لا تشكل مخاطر علي صحة المستهلك اذا ما التزم بها كافة العاملين في السلسله الغذائية بدءاَ من الانتاج مروراً بجميع الخطوات التصنيفية وصولا للمستهلك النهائى للغذاء .

 

Comments are closed.