ift

د جميل زيدان يكتب: حقيقة تأثير إنتشار فيروس الصين التنفسي الرئوي (HMPV)

دكتوراه الفيروسات جامعة القاهرة واستاذ الفيروسات والأمراض المعدية – المركز القومي للبحوث – مصر

ما هو الفيروس البشري التنفسي الرئوي (HMPV)؟

فيروس الصين الجديد هو فيروس الميتابنيمو البشري (HMPV) هو فيروس تنفسي يسبب أعراضًا مشابهة للإنفلونزا أو نزلات البرد. على الرغم من أن الأعراض غالبًا ما تكون خفيفة، إلا أن الفيروس يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال الصغار، كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. ينتمي الفيروس إلى نفس عائلة الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) وتم اكتشافه لأول مرة في هولندا عام 2001.

لماذا انتشر فيروس HMPV مؤخرًا؟

يُتوقع عادةً انتشار فيروس HMPV في هذه الفترة من العام، حيث أظهرت الدراسات زيادة في الحالات خلال فصل الشتاء ومع بداية الربيع، كما يحدث مع أمراض أخرى مثل الزكام. لم تُصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية حتى الآن، لكن زيادة الحالات دفعت السلطات الصينية إلى تعزيز أنظمة المراقبة.

الخصائص الجينية للفيروس

فيروس الصين الجديد أو فيروس HMPV هو فيروس RNA ذو شريط أحادي وسالب الاتجاه ينتمي إلى عائلة Pneumoviridae، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالفيروس النفسي الرئوي للطيور (Avian Metapneumovirus – AMPV) من المجموعة الفرعية C. يشبه التنظيم الجيني لفيروس HMPV تنظيم فيروس RSV ولكنه يفتقر إلى الجينات غير الهيكلية NS1 وNS2. يحتوي جينوم الفيروس على RNA مضاد مع ثمانية إطارات قراءة مفتوحة.

الاكتشاف والتسمية

تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في عام 2001 على يد بيرناديت جي. فان دن هوغن وزملائها في هولندا، حيث تم الكشف عنه في إفرازات الجهاز التنفسي لـ28 طفلًا صغيرًا باستخدام تقنيات البيولوجيا الجزيئية، خاصة تقنية “التفاعل البلمرة المتسلسل العشوائي” (AP-PCR).

انتشار الفيروس وأعراضه

ينتشر فيروس HMPV عادةً عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، ويمكن أن ينتقل أيضًا عبر الاتصال المباشر مع الأسطح الملوثة. في معظم الحالات، يسبب الفيروس أعراضًا خفيفة مثل سيلان الأنف، السعال، التهاب الحلق، والحمى. لكن في بعض الحالات قد يؤدي إلى التهابات خطيرة في الجهاز التنفسي السفلي مثل الالتهاب الرئوي، ما قد يتطلب دخول المستشفى، خاصةً في الفئات الأكثر عرضة للخطر.

ما مدى خطورة HMPV؟

غالبًا ما تكون أعراض الفيروس بسيطة وتزول من تلقاء نفسها في غضون يومين إلى 5 أيام، لكن في بعض الحالات قد يسبب الفيروس مضاعفات مثل التهاب القصيبات الهوائية، التهاب الأذن الوسطى، الالتهاب الرئوي، وتفاقم نوبات الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.

الانتشار الجغرافي والموسمي

الفيروس موجود في جميع أنحاء العالم ويظهر بشكل موسمي في مناطق المناخ المعتدل، حيث ذروة نشاطه في أواخر الشتاء والربيع، بالتزامن مع موسم RSV وفيروس الإنفلونزا.

زيادة الحالات في الصين

في ديسمبر 2024، تم تسجيل زيادة في الإصابات التنفسية المرتبطة بـHMPV في الصين، حيث تم رصد الفيروس في 6.2% من الاختبارات التنفسية الإيجابية و5.4% من حالات دخول المستشفيات التنفسية. رغم زيادة الحالات المكتشفة، يؤكد الخبراء أن الفيروس لا يشكل تهديدًا عالميًا مشابهًا لجائحة كوفيد-19.

هل يجب أن نقلق؟

رغم الزيادة في الحالات، لا يُتوقع أن يتسبب فيروس HMPV في جائحة مشابهة لجائحة كوفيد-19. الفيروس موجود منذ عقود، ويكتسب معظم الناس مستوى من المناعة ضده نتيجة التعرض السابق. ورغم غياب اللقاحات أو العلاجات الخاصة به، فإن تدابير الوقاية مثل النظافة الجيدة وارتداء الكمامات عند ظهور الأعراض يمكن أن تساعد في الحد من انتشاره.

كيف يمكن الوقاية من فيروس HMPV؟

لتقليل انتشار الفيروس، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، يُوصى باتباع الإجراءات التالية:

  • تجنب مخالطة المصابين بالفيروس.
  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون.
  • تجنب الأماكن المزدحمة.
  • ارتداء الكمامة عند ظهور الأعراض التنفسية.
  • تجنب لمس العينين، الأنف، والفم بأيدٍ غير مغسولة.
  • تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
  • تنظيف وتطهير الأسطح المتكررة اللمس.

المناعة
الفيروس يحفز استجابة مناعية تشمل:

  • السيتوكينات: مثل IL-6، TNF-alpha.
  • الإنترفيرونات: مثل IFN-alpha.
  • البروتينات الالتهابية: مثل

الكشف المعملي

الكشف عن الفيروس يعتمد بشكل أساسي على تقنية RT-PCR، كما يمكن إجراء اختبارات الأجسام المضادة أو عزل الفيروس في خلايا مزروعة.

العلاج والوقاية

لا يوجد علاج مخصص لفيروس HMPV، ويتم عادة علاج الأعراض باستخدام أدوية لتخفيف الحمى والألم. في الحالات الشديدة، قد يتطلب العلاج استخدام الأكسجين أو التهوية الميكانيكية. أظهرت التجارب أن الأجسام المضادة المحايدة قد تكون فعالة في حماية الحيوانات التجريبية. تقوم شركة موديرنا بتطوير لقاح باستخدام تقنية modRNA وقد أظهرت التجارب الأولية استجابة مناعية واعدة.

مراقبة الوضع الوبائي مراقبة الوضع الوبائي

من المهم متابعة الوضع الوبائي لحالة فيروس الصين الجديد بشكل مستمر، ودعم الأبحاث لتطوير لقاحات وعلاجات ضد الفيروسات التنفسية مثل HMPV.

حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء

 

 

Comments are closed.