يعد تزاوج الحمام من الظواهر الطبيعية التي تثير اهتمام الكثير من مربي الطيور وعشاق الحيوانات، حيث يعتبر الحمام من الطيور التي تُظهر سلوكيات معينة خلال فترة التزاوج، والتي تميزها عن باقي الطيور، ومع تعدد أنواع الحمام، إلا أن علامات التزاوج لدى جميع الأنواع تتشابه إلى حد كبير، وقد تظهر بعض الفروقات البسيطة التي تتعلق بنوع الحمام وسلوكه.
علامات تزاوج الحمام
يبدأ موسم التزاوج لدى الحمام غالبًا في بداية فصل الربيع، حيث تبدأ الطيور في البحث عن شريك مناسب للتزاوج، وقد يستمر موسم التزاوج حتى نهاية الصيف، وهو من أكثر الفترات ازدحامًا في حياة الحمام، في هذه المرحلة، تبدأ الطيور في إظهار سلوكيات مميزة تؤكد استعدادها للزواج والتكاثر، ومن أبرز علامات التزاوج في الحمام ما يلي:
التودد والتقارب الجسدي: من أبرز سلوكيات الحمام في مرحلة التزاوج هو تقارب الطيور من بعضها البعض. يُظهر الحمام الذكور غالبًا سلوكًا يعبر عن الجذب، مثل التقدم نحو الأنثى بهدوء وفتح جناحيه بشكل لافت. في هذا الوقت، يحاول الذكر جذب الأنثى وإثارة اهتمامها من خلال الحركات اللطيفة والدائرية. كما يظهر الذكر حركة التمايل بالجسد، وهي من أشهر الحركات التي يقوم بها للفت نظر الأنثى.
القرقرة الصوتية: يعتبر الصوت جزءًا مهمًا من عملية التزاوج عند الحمام، حيث يُصدر الذكر أصواتًا عالية تُسمى “القرقرة” لجذب الأنثى. هذا الصوت يشير إلى محاولة الذكر إثبات قوته وجذب الأنثى للتزاوج. في بعض الأحيان، قد يبدأ الذكر أيضًا في إطلاق أصوات عالية وهو ينفخ صدره مما يجعل الصوت أكثر وضوحًا.
حركات الرأس والتلويح بالمنقار: عند رؤية الذكر للأنثى، يقوم ببعض الحركات الخاصة برأسه ومنقاره. يقترب الذكر من الأنثى ويميل رأسه إليها ليظهر لها استعداده للزواج. وفي بعض الأحيان، يقوم الذكر بإعطاء الأنثى قطع من الطعام كهدية لتوطيد العلاقة بينهما.
العرض في مكان محدد: يختار الحمام مكانًا معينًا للزواج، وهو المكان الذي يعرض فيه الذكر سلوكياته أمام الأنثى. غالبًا ما يكون هذا المكان هو العش الذي يخططون لبناءه معًا. يبدأ الذكر في التحرك ببطء داخل المكان الذي اختاره للعرض ويظل يعرض حركاته، مثل التمايل بالعنق وتكرار حركات الأجنحة.
التزاوج الفعلي: بمجرد أن يظهر الذكر كل هذه السلوكيات ويقتنع من خلال رد فعل الأنثى بأنها مهتمة، يبدأ التزاوج الفعلي. يقترب الذكر من الأنثى وتتم عملية التزاوج التي تستمر لدقائق قليلة. وعادةً ما يحدث التزاوج في المساء أو في ساعات النهار المتأخرة.
أنواع الحمام وعلامات التزاوج لكل نوع
تتفاوت بعض سلوكيات التزاوج باختلاف الأنواع، على الرغم من أن معظمها يتشابه في العديد من التصرفات، وذلك كالتالي:
الحمام الزاجل: غالبًا ما يبدأ الذكر في بناء العش بعناية فائقة، ويظهر حركات معينة أثناء التودد. على عكس الأنواع الأخرى، قد يكون الحمام الزاجل أكثر حذرًا ويعبر عن التزاوج بشكل أكثر تعبيرًا.
الحمام البلدي: يظهر سلوك التزاوج عند الحمام البلدي بوضوح أكثر من بعض الأنواع الأخرى. يتميز الذكور بالقرقرة العالية والحركات الدائرية أمام الأنثى. قد تكون هذه الأنواع أكثر هدوءًا في حركاتها مقارنة بأنواع أخرى.
الحمام العربي: يتميز الذكور في هذه الأنواع بقرقرة الصوت العميقة والهادئة، وكذلك حركات الرأس السريعة التي تكون أكثر وضوحًا أثناء فترة التزاوج.
Comments are closed.