النسر المصري، أو كما يُعرف علمياً باسم Neophron percnopterus، هو واحد من أكثر الطيور الجارحة تميزاً في العالم، ويُعد هذا النسر جزءاً من عائلة النسور، لكنه يحمل صفات فريدة تجعله مختلفاً عن نظرائه، هذا الطائر يُعتبر رمزاً للحكمة والقوة في العديد من الثقافات، ويثير الفضول بسبب مظهره وتصرفاته المثيرة للإعجاب.
مواصفات النسر المصري
النسر المصري طائر متوسط الحجم، إذ يبلغ طوله حوالي 60 سم، ويزن ما بين 1.5 و2.5 كيلوجرام، ويتميز بمظهره الفريد الذي يشمل رأساً صغيراً خالياً من الريش، ومنقاراً حاداً منحني الشكل.
يغلب اللون الأبيض على ريش جسمه، بينما تتميز أطراف جناحيه بريش أسود طويل يمنحه مظهراً مهيباً أثناء الطيران.
عيونه الحادة صفراء اللون تضفي عليه مظهراً ذكياً ومهيباً، بينما قدميه القويتين تُستخدمان في حمل الطعام أو الدفاع عن النفس.

مناطق تواجد النسر المصري
النسر المصري يفضل العيش في المناطق الجافة والصحراوية، مثل الصحارى الأفريقية وجبال أوروبا الجنوبية وبعض أجزاء آسيا.
وفي مصر، يتواجد النسر المصري في مناطق مثل سيناء والصحراء الشرقية والغربية، حيث يجد في هذه البيئات ظروفاً مناسبة للتكاثر والغذاء.
غذاء النسر المصري
النسر المصري يُعد من الطيور التي تعتمد على الجيف في غذائها، أي أنه يتغذى على بقايا الحيوانات النافقة. لكنه يتميز بذكاء استثنائي مقارنةً ببقية الطيور الجارحة، حيث يستخدم الأدوات لكسر البيض الصلب مثل بيض النعام. هذا السلوك يعتبر من الأمثلة النادرة على استخدام الأدوات في عالم الطيور.
كم مرة يتزاوج النسر المصري؟
يتزاوج النسر المصري مرة واحدة في السنة، ويضع الزوجان عادةً بيضتين إلى ثلاث بيضات، ويفقس البيض بعد حوالي 40 يوماً، ويظل الصغار تحت رعاية الأبوين لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر حتى يتمكنوا من الطيران والاعتماد على أنفسهم.
موسم التكاثر
يبدأ موسم التكاثر لدى طيور النسر المصري عادةً في فصل الربيع، حيث تقوم ببناء أعشاشها في الجحور الواقعة على المنحدرات الصخرية. تضع الأنثى عادة بيضتين بلون أبيض مزين ببقع بنية تتفاوت من حيث شدتها بين البيضتين، وأحيانًا قد تغطي تلك البقع معظم سطح البيضة. تبدأ عملية الاحتضان مع وضع البيضة الأولى، ويتناوب الوالدان في أداء هذه المهمة لمدة قد تصل إلى 42 يومًا.
عند فقس البيض، يتولى الوالدان تغذية الفراخ حتى تبلغ حوالي 90 يومًا من العمر. ومع ذلك، غالبًا ما يموت الفرخ الأصغر بسبب استحواذ الفرخ الأكبر على معظم الغذاء المتوفر. ورغم قسوة هذا الأمر، فإنه يمنح الفرخ الأكبر فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة. تصبح الصغار مستقلة بحلول عمر أربعة أشهر، بينما تصل إلى النضج الكامل في عمر ست سنوات بالنسبة للجنسين.
تربية النسر المصري
لا يتم عادةً تربية النسور لأنها تُعتبر طيوراً تتغذى على الجيف ولا تصلح للصيد، وينطبق هذا الأمر على نسر الرخماء المصري أيضاً.
ومع ذلك، فهذا لا يعني أن تربيتها مستحيلة أو أن لا أحد يهتم بها؛ بل على العكس، هناك العديد من محبي النسور حول العالم. ففي جبال الهيمالايا مثلاً، تُعد النسور عامل جذب سياحي، حيث يتم تدريبها للطيران بجانب هواة رياضة الطيران المظلي، مما يضفي تجربة فريدة ومميزة.
Comments are closed.